مواقف «الجدعنة» لا تنتهي، فدماء المصريين مخلوطة بمواقف الشهامة التي لا تتوقف مهما اختلف الزمان وتغير المكان، فيمكن أن يتخذ الفرد فعلًا لإنقاذ روح حتى لو كان ثمنه روحه، وهذا ما فعله شاب بأشمون محافظة المنوفية، حيث ألقى بنفسه بجانب القطار؛ لإنقاذ روح طفلتين سقطا في أثناء تحرك القطار.
الشاب يدعى أحمد غريب عثمان، من قرية رملة الأنجب التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، يعمل مدرس تربية رياضية بالأزهر الشريف، يروي لـ«» ما حدث معه أمس بعد نزوله أسفل القطار في أثناء مروره: «كنت ماشي على رصيف المحطة، وكان في طفلتين مع والديهما، ونزلوا والقطر بدأ يتحرك وقعت طفلة في المسافة الصغيرة اللي بين الرصيف والقطر».
محاولة إنقاذ الطفلتين
حاولت شقيقتها إنقاذها، ولكن سقطت معها هي الأخرى، وكل ما حدث تحت أنظار «غريب» فنزل دون تفكير لمحاولة إنقاذ الطفلتين ووضعهما على الرصيف، حينها وقع ما لم يكن في الحسبان، تحرك القطار، وتوقف الزمن للحظات والشاب والطفلتين في المسافة الصغيرة، يستكمل موقفه الشهم: «القطر تحرك وحاولت بقدمي إنه أبعد الطفلتين عن عجل القطر والحديد، والحمد لله قدرت، وكنت أنا في مواجهة ضربات العجل وحديد القطر، أخدت حوالي 3 ضربات».
لم يفكر ولم يشعر الشاب بالألم حين كان ينقذ الطفلتين والقطار لا يرحمه، وحين رحل القطار، هرع الناس إليهما وقاموا بإعادتهم على الرصيف: «الناس كلها ساعدتنا والأب والأم سابوا الطفلتين وشكروني ومكنوش مصدقين».
الطفلتان بحالة جيدة.. والشاب يعاني من كسر في 3 أضلاع
لم يصب الطفلتان بأي أذى، ولكن شهامة «غريب» كلفته كسر في 3 أضلاع وكدمات وجروح في الرأس أخذ على إثرها 3 غزر، يروي: «روحت المستشفى والحمد لله الإصابات بسيطة وأنا راضي، كان أهم حاجة عندي إنقاذ روح طفلتين، والوالد والوالدة عرضوا عليا كتير المساعدة بالمال بس أنا مش محتاج الحمد لله، وبيتواصلوا معايا كل شوية يتطمنوا على صحتي».
موقف لن ينساه الشهم
لن ينسى «غريب» ما قام به، لحظات الموت أسفل قطار محطة أشمون ستظل عالقة في أذهانه: «لو الموقف اتكرر تاني هعمل نفس اللي عملته».