منطقة بعيدة عن الحياة البشرية الملوثة، وصفت بأنها أرض الأحلام لما تعكسه من تفاصيل مذهلة، فإذا نظرت إليها نهاراً وجدت السماء الزرقاء تحتضن قطع السحاب البيضاء كأنها حلوى غزل البنات، وفي الليل تصبح مرآة ضخمه تعكس تفاصيل الكون المدهشة من نجوم وكواكب وحزام المجرة في أطراف الكوكب، صحراء غريبة، كل ما فيها مذهل.
إذ تعد «سالار دي أويوني» وجهة المصورين لالتقاط الصور الساحرة، ومكانا للاسترخاء بعيداً عن العالم، فماذا تعرف عنها؟.
معلومات عن صحراء سالار دي أويوني
في الساعات الماضية، تداول محبي السفر عبر منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور لصحراء غريبة، تسمى «سالار دي أويوني» يقال أنها «مرآة العالم» كون أرضها تعكس كل شيء فوقها، ووفق موقع «discovery» نقدم لكم التفاصيل التالية:
سالار دي أويوني، هي أكبر مسطح ملحي في العالم، وتعتبر واحدة من أكثر المناظر الطبيعية إثارة للإعجاب في أمريكا الجنوبية، وفي المنطقة المجاورة لها مباشرة، يمكنك العثور على مقبرة قطارات عتيقة، وفندق مصنوع من الملح، وكمية كبيرة جدا من الليثيوم كافية لتشغيل كل جهاز ستمتلكه في رحلتك.
تقع سالار دي أويوني على ارتفاع 12000 قدم «3658 مترًا» فوق مستوى سطح البحر في الزاوية الجنوبية الغربية لبوليفيا، على طول حدودها مع تشيلي، وتشكلت نتيجة اندماج العديد من البحيرات الموجودة في فترات ما قبل التاريخ، وهي مسطحة مع ارتفاع طفيف مكونة من الأملاح فقط وغاز الليثيوم، وبسبب شكلها الجغرافي تصبح عبارة عن بحيرات بسبب السهول القادمة عليها خلال موسم الأمطار والتي تحدث عادةً من ديسمبر إلى أبريل، لتتحول الصحراء إلى بحيرة ضحلة يصل عمقها إلى 20 بوصة «51 سم».
المياه البسيطة تحول هذه المنطقة إلى مرآة تسبب انعكاسا مذهلا للسماء، وهذا سر تسميتها بأكبر مرآة في العالم، والصحراء الزجاجية.
صحراء الأحلام للمصورين
وسواء كانت منطقة رطبة أو جافة، فإن سالار دي أويوني هي أرض الأحلام للمصورين، فالمساحات الشاسعة والافتقار النسبي للمعالم السياحية يجعلانها منطقة فريدة لالتقاط صور رائعة.
ولا تعد صحراء سالار دي أويوني مجرد وجهة سياحية فقط، فهي تحتوي أيضًا على أكثر من 9 ملايين طن من الليثيوم، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أو ما بين 50 و70 في المائة من احتياطيات الليثيوم المعروفة في العالم، وهذا يكفي لتشغيل الكثير من بطاريات الكمبيوتر المحمول، ووفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن المساحة الكبيرة والسماء الصافية والسطح المسطح الاستثنائي يجعل صحراء سالار دي أويوني مثالية لمعايرة أجهزة قياس الارتفاع بالرادار عبر الأقمار الصناعية، وهو نوع من أدوات الرادار التي تقيس تضاريس السطح.
واتضح أن المناظر الخلابة على الأرض ليست الشيء الوحيد في هذا المكان المسطح الذي يبدو خارج هذا العالم، فعلى الرغم من الظروف الجافة ودرجات الحرارة المتجمدة في الليل وشمس الصحراء الحارقة، فإن سالار دي أويوني مفعمة بالفعل الحياة، إذ تعيش بها طيور النحام الوردي والطيور الطنانة النادرة، وكذا بها مقبرة السكك الحديدية، اذ كانت أويوني ذات يوم مركزا لتوزيع القطارات التي تحمل الملح وعمال المناجم من وإلى الشقق، ولكن بعد هجمات السكان الأصليين في المنطقة، تم التخلي عن القطارات.