| لقطات نادرة توثق تشييد السد العالي.. بناه عبد الناصر ومات قبل افتتاحه

في يوم الاحتفال بعيد الثورة الثامن عشر، وقبل أسابيع قليلة من وفاته، أعلن الرئيس جمال عبدالناصر إتمام بناء السد العالي، أكبر مشروع بنائي في أرض وادي النيل منذ عهد الفراعنة، وفي الخامس عشر من يناير 1971 احتفلت مصر بالانتهاء من بناء السد العالي، ليكون ذلك اليوم هو يوم تحقيق الحلم الذي وُلد مع الثورة، وتشكّل في حرب السويس.

قصة الاحتفال بالانتهاء من بناء السد العالي

وُلد حلم بناء السد العالي على يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عندما أطلق تفجير أول شحنة في قناة التحويل في التاسع من يناير، وكان يأتي ليتفقد تقدم العمل الذي كان يستمر 365 يومًا في العام وأربعًا وعشرين ساعة في اليوم، في ظل تناغم وتلاحم بين القادة والجنود من العاملين يشكلون فريقًا واحدًا، فتحقق البناء والإنشاء في أقل وقت ممكن وأقل تكاليف لم تتعدّ 400 مليون جنيه، شملت السد ومحطته الكهربائية وخطوط نقل الطاقة وتعويضات المواطنين الذين تم نقلهم، وتحقق الأمل المنشود «قلنا هنبني وآدي إحنا بنينا السد العالي».

وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات، فإن السد العالي عبارة عن سد ركامي عبارة عن جبل ضخم، يتكون من ركام الصخر، ومن رمال كثيفة مكدوكة بطريقة علمية، وهذا الجبل يعترض من مجرى النهر ويقفله تمامًا، لذا تكوّنت أمام السد العالي أكبر بحيرة صناعية في العالم تمتد بطول 500 كيلو متر، منها 350 كيلومتر داخل الأراضي المصرية والبقية تمتد داخل أراضي السودان الشقيق، إذ يتم يوميًا قياس كفاءة السد العالي وثبات جسده العملاق الذي يشبه في تصميمه الركامي تصميم سد هيبور باليابان وسد بونسون بفرنسا وسد دافيز بأمريكا ويعتبر السد العالي ثانِ سدود العالم حجمًا، إذ يخزن حوالي 160 مليار متر مكعب من المياة وهي تعادل ثلاثة أمثال قدرة هذه السدود مجتمعة.

فكرة المشروع لمهندس مصري يوناني الأصل

وكانت فكرة إنشاء السد العالي، بدأت مع اندلاع ثورة يوليو عام 1952، عندما تقدم المهندس المصري اليوناني الأصل، أدريان دانينوس، إلي مجلس قيادة الثورة بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان، بهدف حجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه. 

وفي التاسع من يناير 1960 جرى العمل بالفعل في بناء السد، وشملت أعمال البناء حفر قناة التحويل والأنفاق بالإضافة إلى تبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتي منسوب 130 مترا، لتنطلق الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر عام 1967.

وفي عام 1968 بدأت المياه تتخزن بالكامل أمام السد، ليكتمل صرح المشروع عام 1970، وحينها جرى اختيار يوم 15 يناير 1971 للاحتفال بافتتاح السد العالي فى عهد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.