يخرج المرء من عروض أفلام منصة «لقطة» للسينما القصيرة والتي استمرت لمدة يومين في سينما زاوية وهو يشعر بالتفاؤل وبعضا من الدهشة، فالأفلام رغم صناعتها بواسطة شباب صغار، ورغم الإمكانيات المحدودة حيث الأفلام كلها معتمدة في تصويرها على «الموبايل» فقط، إلا إنها قدمت نماذج نسائية قوية مكافحة لم تتحد فقط النظرة المجتمعية الثابتة لأدوار المرأة فيما يعرف بقضايا الجندر، بل أيضا قدمت نماذج تتحدى الإعاقات، وتذهب إلى آفاق جديدة من النجاح قد لا يتصور بوجودها مثل فتيات من ذوي الهمم يلعبن باليه وتنورة في محافظات بعيدة عن العاصمة مركز التنوير.
مشاركة 14 فيلما
وصل عدد الأفلام المعروضة في مهرجان منصة «لقطة» للسينما القصيرة 14 فيلما تتراوح مدة كل فيلم من 3 إلى 5 دقائق، وتمت تحت إشراف ودعم الوكالة الألمانية للتعاون الدولي «جي أي زد» نيابة عن الحكومة الألمانية وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وبحسب «صفاء عاشور» مدربة ومشرفة على صناعة الأفلام في المشروع يسعى لدفع الشباب التعبير عن قضايا مجتمعهم بواسطة الفن، من خلال تعليمهم أساسيات تصوير الفيديو والحكي باستخدام الهاتف المحمول ورفع وعيهم بقضايا مجتمعية عن طريق إخراج أفلام وثائقية قصيرة.
«المشروع وليد فكرة المخرجة الألمانية فرنشيسكا أيرزا صاحبة مبادرة علي صوتك وكانت تهدف من خلاله إلى تدريب النساء على صناعة الأفلام بالإمكانيات المتاحة بعد أن وجدت سيطرة كبيرة من الرجال على المجال، وبعد الانتهاء من التدريب قررت تكوين فريق يعمل على نشر تدريب لصناعة الأفلام باستخدام الموبايل فيما عرف باسم مشروع سينما الموبايل والذي كان نتاجه عروض أفلام منصة لقطة الأخيرة وكلمات صفاء حول فكرة المشروع وبدايته الفعلية عام 2019.
وقسمت «صفاء» المشروع إلى ثلاثة مراحل، الأولى عام 2019، حيث تم وضع أسس المشروع، ومع حلول عام 2020 بدأت ورش التدريب للشباب على صناعة الأفلام: «كنا 5 مدربات، نعمل على ثلاثة أقسام من الأفلام، منها أفلام تعالج قضايا النوع الاجتماعي والجندر، وأفلام تعالج قضايا ذوى الهمم والجندر والقضايا السكانية».
تجسيد قضايا المجتمع
تصف «صفاء» نوع السينما المقدمة من خلال المشروع باسم «سينما تشاركية» أي سينما تعتمد على إتاحة الفرصة لأي شخص بصناعة فيلم تسجيلي عن المجتمع الذي يعيش فيه ولكن بشكل فيه تجسيد لقضايا هذا المجتمع وهمومه حتى لو كان التصوير بشكل غير محترف: «كنا نحاول الانتشار وتقديم أفلام من المحافظات وليس من القاهرة فقط، إيمانا بأن هناك قصص تستحق أن تروى في محافظات مصر المختلفة وليس العاصمة فقط، وأن الناس في تلك المحافظات يحتاجون إلى من ينشر صوتهم».
وذكرت «صفاء» لـ«»، أمثلة على الأفلام التي قدمت المفاهيم المتعلقة بالجندر والنوع الاجتماعي وذوي الهمم بعيدا عن صخب العاصمة مثل فيلم «شيماء»، وآخر بعنوان «أربع عجلات»، «ولسه في عيونه نهار» و«راقصة السعادة»، قائلة: «على سبيل المثال نشاهد في فيلم أربع عجلات الفتاة مهجة مؤسس مدرسة تعليم القيادة ولكن من منظور جندري في الفيوم، وفى فيلم راقصة السعادة نرى فتاة من ذوى الهمم ولكنها تقرر رقص التنورة وتنجح فيها بشكل كبير، وهذه الأفلام وغيرها من المشاركة في المهرجان كلها تأتى ضمن فكرة أن اللغة السينمائية وإن كانت بسيطة فى شكلها إلا إنها يمكنها تخدم المجتمع وتساعد في تطوره مستقبلا من خلال التعرف على ما يدور فيه».