إن سألوك عن الصمود والعزة فأرشدهم عن أطفال ونساء غزة، صغار يحلمون بالنوم على قصة طريفة مثل باقي أقرنائهم في العالم، لكنهم ينامون بدلاً من ذلك على أصوات الصواريخ والقذائف التي تمزق أوصالهم، يواجهونها بطائراتهم الورقية تارة، وبالحجارة تارة أخرى، مقاومتهم تروي للعالم أجمع حكايات الصمود والتحدي، ودماءهم الطاهرة تسطر تاريخ من البطولة والكبرياء، لكن البعض يتساءل لماذا تستهدف إسرائيل أطفال ونساء غزة؟.. وكيف تتحمل قلوب هؤلاء الصغار أصوات القذائف والصواريخ؟
شجاعة أطفال غزة في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي
«يقفون مقاتلين لن تنكسر شوكتهم أو تندثر عزيمتهم حتى الرمق الأخير، صمودهم مدرسة في المقاومة والبطولة والشجاعة، وهم ملائكة تحت النار والحصار»، هكذا وصف الدكتور زاهر كحيل رئيس جامعة فلسطين الأسبق، عن أطفال ونساء غزة وبخاصة الذين ارتقت أرواحهم في تفجير مستشفى المعمداني بغزة، مؤكدا لـ«»، أن هؤلاء الأطفال هم «بنك أهداف إسرائيل»، لا يريدون أن تنشأ هذه الأجيال لتكون شاهدة منذ اللحظة الأولى على جرائهم اللا أخلاقية والكارثية.
نحو 38 مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الـ72 ساعة الماضية، راح ضحيتها عشرات الأطفال والسيدات، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف»، لكن هذه المجازر ستظل شاهدة على صمود أطفال ونساء فلسطين، وفق «كحيل»: «إسرائيل تريد إخضاع فلسطين، لهذا السبب تقتل النساء وتغتال براءة الأطفال، تريد إجبار أهل غزة على تسليم الراية البيضاء والتخلي عن قضيتهم وأرضهم، يعتقدون أن الأطفال والنساء هم نقطة ضعف الفلسطينيين، لكنهم لا يعلمون أن صمودهم هو سلاحهم حتى لو استخرجوا نساءهم وأطفالهم من تحت الردم والنار».
صمود أطفال ونساء غزة بعد 14 يوما من حرب إسرائيل
14 يوما مرت على حرب الإبادة الجماعية للنساء والصغار والعُزل، لكنهم مازالوا يقاومون قوات الاحتلال الإسرائيلي، ربما تكون مثابرتهم وصمودهم ردا على من يتساءل كيف تتحمل قلوب هؤلاء الأطفال أصوات القذائف المرعبة؟، ودرسا للعالم، وفق رئيس جامعة فلسطين الأسبق: «كل لحظة بتعدي العالم بيشوف فيها جثث الأطفال منتشرة في الشوارع والطرقات، لكنه ما بيشوف إزاي الأطفال بيقاوموا بقلوبهم وألعابهم وحجارتهم قوات الاحتلال الغاشمة اللي بتستهدفهم بس علشان ما راح يتربوا على الصمود وإن القضية قضيتهم».
«أطفال غزة ليسوا أرقاما إحصائية في التقارير الإخبارية، هم أرواح نقية وأحلام تتسرب في السماء»، مقولة يؤمن بها الكبار والصغار في فلسطين، يكتبونها على جدران المنازل قبل أن تهدمها يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة، وفق حديث حاتم عمر الصحفي الفلسطيني لـ«»: «الأطفال عندنا عارفين إن الدور جاي جاي عليهم، بيكتبوا وصاياهم على ألعابهم وجدران بيوتهم، كمان عارفين إنهم بنك أهداف إسرائيل، يعني عندهم إيمان بإن النصر أو الشهادة غايتهم».
ووفق المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة، فإن ضحايا جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف التجمعات التي بها أطفال ونساء وعجائز، فاستهدف كنيسة الروم الأرثوذكس، التي لجأ إليها النازحون الفلسطينيون، ومن قبلها مستشفى المعمداني الذي تعرّض مساء الثلاثاء لمجزرة إسرائيلية كبيرة خلّفت 471 شهيدا، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 4137 شهيدا، وأكثر من 1000 مفقود أغلبهم من الأطفال والنساء.