من الشائع رؤية الطيور تقف فوق أسلاك الكهرباء وعلى أسلاك الجهد العالي المبطنة بالطرق، دون أن تُصعق وتموت أو حتى تصاب بأي أذى، على عكس ما هو معروف بالنسبة للبشر، فما تفسير الأمر؟
في البداية يجب أن نعرف أن التيار الكهربائي هو ببساطة حركة إلكترونات، وحتى تنتقل الإلكترونات من نقطة إلى أخرى، تتطلب فرق جهد كافٍ بين هاتين النقطتين، بحسب ما ذكر موقع «science abc» العلمي.
الكهرباء تتدفق من مناطق ذات طاقة عالية إلى طاقة منخفضة
وتمامًا مثل جميع أنواع الطاقة، تسعى الكهرباء لتحقيق التوازن، وهذا يعني أن الكهرباء تتدفق من مناطق ذات طاقة عالية إلى آخر بطاقة منخفضة على طول المسار الأقل مقاومة.
إذا وضع الطائر قدمًا واحدة على السلك الذي يقف عليه، والقدم الأخرى على الأرض أو سلك مختلف بجهد أقل، سوف يُصعق بالكهرباء، لأن الطائر يكون وسيطًا موصلًا يسمح للتيار الكهربائي بالمرور من مادة الجهد العالي «السلك» إلى مادة الجهد المنخفض «الأرض».
ولكن عندما يقف الطائر فوق أي سلك كهربي بقدميه الاثنتين، تصبح الدائرة غير مكتملة، لذلك يُعاق تدفق الإلكترونات المطلوبة لتوصيل الكهرباء، كما أن فرق الجهد بين النقطتين (قدمي الطائر) الموجودتين على السلك يكون ثابتًا ولا يتغير ويساوي صفر، وبالتالي يتلاشى أي خطر أو ضرر يمكن أن يصيب الطائر وهو فوق السلك، وفقا لما ذكره الموقع العلمي.
هل الطيور فقط هي التي لا تُصعق إذا وقفت على سلوك الكهرباء؟
بالمثل، إذا وقف أي شخص أو أي كائن ما فوق سلك كهرباء، سيظل أيضًا غير متأثر بالكهرباء، ولكن شرط أن يتحمل السلك وزنه، وهذا هو السبب في أنه من الطبيعي أن يُصعق أي إنسان يحاول ملامسة أي سلك، لأن السلك لن يتحمل وزنه، ولكن يمكن أن يتحمل وزن سنجاب مثلا أو قط يستطيع أن يحافظ على توازنه فوق السلك.
ولكن إذا كانت الأسلاك الكهربائية شديدة الخطورة على البشر، فكيف يقوم العمال بأعمال الصيانة؟
يستخدم العمال في خطوط الكهرباء مواد عازلة قوية في ملابسهم ومعداتهم وشاحناتهم، مثل المطاط والأسبستوس، وهي مواد يصعب من خلالها تدفق الكهرباء، لذلك لا تمر الكهرباء عبر العامل وتظل الإلكترونات على الجانب الآخر من القفازات المطاطية أو الأدوات ذات المقابض المطاطية.
وهناك أسلوب آخر عند العمل على خطوط الكهرباء، وهو التعليق أسفل طائرة هليكوبتر، فنظرًا لعدم اتصال العامل ولا المروحية بالأرض(مثل الطيور)، لا يُصاب بأي ضرر.