الأحلام – تعبيرية
من بين كل الأشياء التي نعرفها عن النوم، لا تزال الأحلام تتركنا في حيرة من أمرنا، فقد تكون الأحلام حية، غريبة، مخيفة، أو مجرد عادية، وقد أثار غرضها ومعانيها اهتمام البشر لعدة قرون وما زلنا لم نكتشف تمامًا سبب وجودها، ويمكن أن يكون الحلم جزءًا مثيرًا للاهتمام خلال النوم، وأحيانًا ما يكون جزءًا من ليلتك التي تعتقد أنّه يستحق التذكر، إلا أنّ هذه الأحلام سريعًا ما تتلاشى عندما نستيقظ دون أن نعرف السبب.
كيف تعمل الأحلام؟
وبحسب موقع «Calm»، فإنّ النوم ليس فترة زمنية طويلة يتوقف فيها دماغك عن العمل، بل هو عبارة عن سلسلة معقدة من المراحل، لكل منها سمات فسيولوجية وعصبية فريدة، فـ كل ليلة، أثناء نومك ينشغل عقلك بالعمل خلال مراحل النوم المختلفة.
وتكون الأحلام أكثر وضوحًا أثناء النوم، وغالبًا ما تكون غريبة، وتتم عادة في جزء حركة العين السريعة (REM) من النوم، وفي أثناء حركة العين السريعة، ينبض الدماغ ويصير نشطًا، ويظهر أنماطًا مشابهة لما يحدث عندما تكون مستيقظًا، ومع حلول الليل، تصبح مراحل حركة العين السريعة أطول، مما يعني أنك في منطقة الأحلام الرئيسية قبل أن تستيقظ مباشرة.
وفي حين أنّ حركة العين السريعة قد تحفز الأحلام الأكثر حيوية، فإن النوم بدون حركة العين السريعة له نفس القدر من الأهمية، إذ يمر الشخص قبل حركة العين السريعة بثلاثة مراحل هم:
المرحلة الأولى: وهي المرحلة الأخف وتكون عندما تغفو للتو.
المرحلة الثانية: وتبدأ عندما يتباطأ معدل ضربات القلب وتنخفض درجة حرارة الجسم.
المرحلة الثالثة: النوم التصالحي العميق عندما ينمو جسمك ويصلح نفسه.
لماذا لا تتذكر أحلامك؟
إذا سبق لك أن شاهدت حلمًا يفلت منك، فأنت لست الوحيد، فمن الشائع أن تستيقظ من حلم معين وتشعر بأنه يختفي مع استيقاظك أكثر فأكثر، إذا كان الحلم ذا معنى أو شيئًا كنت تأمل أن تتذكره، فقد يكون ذلك محبطًا للغاية، ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب وراء حدوث ذلك، وفهمها قد يساعدك على التمسك بتلك الأحلام لفترة أطول قليلاً.
الضغوطات
عندما يحتل التوتر مركز الصدارة في حياتك، فإنه يمكن أن يؤثر على أنماط نومك، وبالتالي ينشغل دماغك بالضغوطات بحيث يصعب تخزين وتذكر الأحلام التي تراودك أثناء الليل.
اضطرابات النوم
يمكن أن تمنعك حالات مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو الأرق أو متلازمة تململ الساق من الدخول في المراحل العميقة من النوم، ويمكن أن تؤدي هذه الانقطاعات إلى اضطراب دورة الحلم، لذلك حتى لو كنت تحلم، فإن الاستيقاظ بشكل متكرر قد يجعل من الصعب تذكر تلك الأحلام في الصباح.
قلة نوم الريم (نوم حركة العين السريعة)
إذا كنت بحاجة إلى مزيد من وقت حركة العين السريعة في الليل، فقد تفوتك تسلسلات الأحلام، وهناك عدة عوامل يمكن أن تقصر أو تعطل نوم حركة العين السريعة، مثل بعض الأدوية أو الكحول أو عدم الحصول على قسط كاف من النوم بشكل عام.
الاستيقاظ خارج مرحلة حركة العين السريعة
عندما تستيقظ خلال مرحلة حركة العين السريعة، فإن الحلم لا يزال جديدًا، لكن تذكر الحلم يكون أكثر صعوبة بكثير إذا استيقظت خارج هذه المرحلة، خاصة أثناء مرحلة النوم العميق غير حركة العين السريعة، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل المنبهات تمنعك أحيانًا من تذكر الأحلام، حيث يمكنها إخراجك من النوم عندما لا تكون في مرحلة حركة العين السريعة، مما يجعل تذكر الأحلام أكثر صعوبة.
كيمياء الدماغ
تكون الناقلات العصبية مثل النورإبينفرين، وهو أمر بالغ الأهمية للذاكرة، عند مستويات منخفضة أثناء نوم حركة العين السريعة. يعتقد بعض العلماء أن هذه قد تكون طريقة الدماغ لتصفية المعلومات غير الضرورية، مما يسمح فقط بتخزين الأحلام أو المشاعر المهمة في ذاكرتك طويلة المدى.
التقدم في العمر
مع التقدم في العمر، تتغير أنماط نومنا، إذ يقضي كبار السن وقتًا أقل في نوم حركة العين السريعة مقارنة بالأشخاص الأصغر سنًا، وقد يساهم هذا في تقليل ذكريات الأحلام.
كيف تتذكر أحلامك؟
– احتفظ بمذكرة أحلامك بجانب سريرك، وفي اللحظة التي تستيقظ فيها في منتصف الليل قم بتدوين كل أجزاء الحلم التي يمكنك تذكرها، مع مرور الوقت، يمكن لهذه الممارسة تدريب عقلك على تذكر الأحلام بشكل أفضل.
– الحصول على قسط جيد من الراحة أثناء الليل يحسن فرص تذكر أحلامك، ويمكن أن يؤدي روتين النوم الثابت والسرير المريح والتأمل وبيئة مظلمة وهادئة إلى قضاء المزيد من الوقت في مراحل نوم حركة العين السريعة، حيث تحدث الأحلام الأكثر حيوية.
– إذا كنت تأمل أن تتذكر أحلامك، ضع خطة قبل أن تنجرف في النوم، وقل لنفسك: «الليلة، سأتذكر أحلامي»، فمن المثير للدهشة أن تحديد نية واعية يمكن أن يعزز تذكر أحلامك.
– تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز قبل النوم مباشرة يمكن أن يؤدي إلى المبالغة في تحفيز عقلك، وينطبق الشيء نفسه على الكافيين في وقت متأخر من الليل، يمكن لهذه الانحرافات أن تعطل نومك وقد تلقي بظلالها على تذكر الأحلام، لذا حاول قراءة كتاب أو ممارسة بعض التأمل لتهدأ.