في مسرح الجريمة تكون الأمور في بعض الأحيان معقدة أمام المحققين، وكل خطوة محسوبة، فقد يساهم اكتشاف دليل واحد في فك طلاسم قضايا صعبة.
ولكن كيف ينجح المحققون في فك شفرة الجرائم؟.. الإجابة في مادة اللومينول، وهي من أكثر المواد الكيميائية المصنوعة غرابة، فلديها القدرة على المساعدة في حل العديد من القضايا الجنائية، عن طريق إظهار آثار الدماء التي لا يمكن للعين المجردة رؤيتها، وفي هذا التقرير نوضح كيفية استخدام المادة في مسرح الجريمة وفقا لموقع «how stuff works».
نشأة اللومينول
في عام 1902، تم اكتشاف اللومينول لأول مرة على يد مجموعة من علماء الأحياء، وكانت تستخدم في البداية كوسيلة للكشف عن النحاس، قبل أن يتم استعمالها في الطب الشرعي، وتم اختبارها لأول مرة عام 1937 على يد العالم الألماني والتر سبيتش، وقام بهذه التجربة على الحديد والأشجار، بحسب نقابة المحامين المصرية.
طريقة عمل اللومينول
تعتمد فكرة عمل اللومينول في الأساس على الكشف عن آثار الدم من خلال بعض التفاعلات الكيميائية المنتجة للضوء، ويتم تحضيره عن طريق خلطه مع مادة مؤكسدة مثل: بيروكسيد الهيدروجين، ولكي يعمل يشترط وجود أحد المواد المحفزة لهذا التفاعل، وهنا يأتي دور هيموجلوبين الدم، الذي يعتبر هو العامل الفعال في هذه العملية، فعند رش المنطقة المشتبه بها بالمحلول يتفاعل الحديد معها، وينتج عن هذا التفاعل ضوء أزرق متوهّج وهو ما يدل على وجود الدم.
ويرش المحلول في جميع أنحاء الغرفة المظلمة بكميات متساوية، ويشترط أن تكون معتمة تمامًا؛ لكي يتم مراقبة التوهّج بشكل أفضل ويسهل على المحققين اكتشاف آثار الجريمة، وفي هذه العملية يتم استخدام تقنيات تصوير لتوثيق ما حدث؛ وذلك لأن التوهج يبقى لثوانٍ قليلة فقط قبل أن يختفي، لذا فهي مادة يكرهها اللصوص والمجرمون، لأنها تستطيع أن تكشف بصمات أصابع ودماء جثث مر عليها العديد من الأعوام.
إشادة المحققين باللومينول
بحسب موقع «لوس أنجلوس تايمز»، أشاد العديد من المحققين بنجاح اللومينول في المساعدة في حل العديد من الجرائم التي واجههوها، والتي وصلت أحيانًا إلى 6 سنوات، فقالت ماجي بلانك، المشرفة على مكتب تحديد الهوية بمكتب عمدة مقاطعة أورانج، إنها استطاعت باستخدام اللومينول أن تكشف عن بصمات أصبع المجرم بعد 6 أعوام من وقوع الجريمة.
وذكر دونالد جونسون، كبير المحققين الجنائيين في مكتب الخدمات العلمية بإدارة شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، أنه عادة ما يتم استخدام اللومينول في الليل للعثور على بقع الدماء التي لا تستطيع أعيننا المجردة كشفها، وأضاف أنه باستخدام التكنولوجيا الجديدة، أصبح يمكننا التعرف على المجرم والضحية حتى بعد عدة سنوات من وقوع الجريمة.
نجاح اللومينول في حل الجريمة
في عام 1992، وفي إحدى جرائم القتل في العاصمة الأمريكية واشنطن، استطاع المحققون باستخدام اللومينول إظهار المكان الذي تم فيه سحب أصابع امرأة ملطخة بالدماء من حافة السرير قبل وفاتها.