أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي حاليًا مثل ChatGPT، وغيرها، قادرة على صياغة المحادثات وسرد النكات وحتى إعطاء الاستشارات القانونية، وفي محاولات جديدة للتطوير أنشأ بعض الباحثين نظامًا جديدًا يمكنه تقليد الخط اليدوي البشري، وبشكل مدهش، وفي الصورة التالية نصًا لا تستطيع أن تفرق بينه وبين الخط البشري.
برنامج ذكاء اصطناعي جديد يدعى HWT لإنتاج الخط اليدوي
إذا كنت تخمن أن العمود الأيسر كتبه الذكاء الاصطناعي والعمود الأيمن كتبه إنسان فأنت على حق، فالعمود الأيمن هو عينة من الخط اليدوي لستة كُتاب بشريين تم تدريب الذكاء الاصطناعي التابع للفريق عليها، والأيسر هو تقليد لخط اليد لكل شخص منهم من خلال الذكاء الاصطناعي الجديد المسمى HWT، وقد تم تطويره من قبل علماء في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، ووفقًا للخبراء يبدو «الخط اليدوي» الذي ينتجه HWT أكثر واقعية من الذكاءات الاصطناعية الأخرى الموجودة ويفضل استخدامه.
وفي دراستهم قدموا النص المزيف من HWT واثنين من تقنيات إنشاء الخط اليد الأخرى لـ100 شخص وسألوهم أيهما يفضلوا، وكشفت النتائج أن المشاركين يفضلون HWT على باقي الخطوط الأخرى، والأكثر من ذلك فإن المشاركين لم يتمكنوا من تمييز الخط المقلد عن الخط اليد الفعلي، وذلك كما جاء في صحيفة ديلي ميل البريطانية.
استخدام تقنيات جديدة كليًا في HWT تزيد من كفاءته
يذكر أن التقنيات السابقة لتقليد خط كتابة شخص تم تطويرها باستخدام نموذج تعلم الآلة يُسمى «GAN»، وأصبحت هذه التقنية مشهورة في السنوات الأخيرة لإنشاء وجوه مزيفة وإنتاج موسيقى جديدة من خلال تدريبها على عينات موجودة، ويُمكن للخط الذي يتم إنشاؤه بواسطة GANs التقاط الأسلوب العام والشكل العام للكاتب، مثل انحناءات الحروف أو عرضها، ولكن GANs يواجه صعوبة في إعادة إنشاء الحروف الفردية بالإضافة إلى الخطوط الصغيرة المعروفة بالرباطات التي تربط الحروف معًا.
وبدلاً من استخدام GANs في برنامج HWT استخدم الباحثون «المحوِّلات البصرية»، وهي نوع من الشبكات العصبية المصممة لمهام رؤية الكمبيوتر، والتي تستطيع فهم أن أجزاء الصورة التي تكون بعيدة عن بعضها مرتبطة بشكل متجانس.
وذكر أحد مؤلفي الدراسة فهد خان من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أن «لتقليد أسلوب كتابة شخص ما، نريد أن ننظر إلى النص بأكمله، وبعد ذلك سنبدأ في فهم كيف ربط الكاتب الحروف معًا وكيف ربط الحروف أو فاصل الكلمات».
ويعتقد الفريق أن النص المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص ذوي الإعاقات أو الإصابات التي تمنعهم من التمسك بالقلم، كما يمكن أن يوفر وسيلة بديلة لهم لإنتاج المحتوى المكتوب، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام النص المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي لإنشاء كمية كبيرة من البيانات، وقد تكون قيمة لتحسين قدرة نماذج التعلم الآلي على معالجة النص المكتوب بخط اليد عن طريق تدريبها باستخدام عينات متنوعة وواقعية.