بمهارة الطبيب وروح العلاج من العناء، مارس مهنته لأعوام، في محاولة مداواة الألم بين الكثيرين الذين يفتك بهم المرض بأنين مكتوم، دون القدرة على الذهاب للأطباء، ليكون يد العون لهم، وفي الوقت نفسه حافظ على كبريائهم وإنسانيتهم، فاستبدل كلمة «العلاج لغير القادرين» بـ«لمن لا يقدر أو لمن لا يرغب»، ليبرز كصورة جديدة لـ«طبيب الغلابة».
«المر» يعين غير القادرين على العلاج من مرارة المرض
داخل مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، اختار الدكتور السيد المر منذ نعومة أظافره الاتجاه لمهنة الطب، التي يجد أصحابها أشبه بالفرسان لإنقاذ المرضى من الألم البدني والنفسي، فقرر أن يتجه لواحدا من أكثر الأمراض انتشارا بين المصريين، وهي الأمراض الباطنة، ليغوص في تفاصيلها ومعاناتها لعدة أعوام، قبل أن يلمس داخلها أيضا اتجاها آخرا أكثر صعوبة وهو الفيروسات الكبدية.
خلال رحلة عمله، تأثر بشدة الدكتور السيد المر، استشاري أمراض الباطنة والفيروسات الكبدية بمستشفيات الزقازيق، بالدكتور محمد مشالي، والذي لُقب بـ«طبيب الغلابة»، الذي يعتبره الشخص الوحيد الذي يستحق هذا اللقب لأنه قد خصص عمره كله للخير، لذا قرر السير على نهجه منذ 6 أعوام، بتقديم يد العون لغير القادرين.
دكتور الغلابة في الزقازيق يساعد أصحاب الأمراض الفيروسية
وعلى نهجه، قرر «المر» إطلاق مبادرة لمساعدة غير القادرين على العلاج، لذا أعفى البسطاء والمحتاجين من رسوم الكشف في عيادته: «استشرت الزملاء وقولتلهم نعملها في أيام معينه، وبعدين حولناها للكشف على طول»، على حد قوله خلال مداخلهه عبر زووم ببرنامج «8 الصبح»، والذي تقدمه الإعلاميتين أسماء يوسف والإعلامية آية جمال الدين، والمذاع على فضائية «DMC»، اليوم.
بدأت مبادرته في أول الأمر «لغير القادرين أو لمن لا يقدر»، ولكنه قد شعر بأن بعضا من البسطاء تأذوا من تلك الجملة ليحولها فيما بعد لـ«لمن لا يقدر أو لمن لا يرغب»، إذ يرى أن ذلك: «سهلتها عليهم شوية، وبكدة بعد ما بيكشف وهو خارج عنده الاختيار، يأما يدفع ولا لأ، وبطبق ده كل يوم».
عقب ذلك، وجد استشاري أمراض الباطنة والفيروسات الكبدية أن مبادرته تلك، انضم لها عددا من أطباء الجراحة وأمراض القلب والعيون والطب والأعصاب: «الحمد لله الناس متعاونه وبيكشفوا ببلاش، واليافطة عندي محطوطة على طول والشخص عنده الاختيار وده براحته ومش مشكلة، أهم حاجة نساعد الناس ونواجه الأمراض المنتشرة».