الخشب يصير ليِّناً فى يديه، يشكّله كيفما يشاء دون عناء، ترك مهنة صناعة الأثاث التى تشتهر بها محافظته دمياط، واختار تصميم اللوحات الفريدة لتزين بيوت المصريين والأجانب بما تحويه من مناظر طبيعية وما ترويه من أحداث مؤثرة.
اكتشف حسن على سعد، 85 عاماً، موهبته منذ 30 عاماً، ومع التجارب وبمرور السنوات كوّن خبرات كثيرة جعلته يقدم إبداعات فنية بالنحت فى الخشب، فيرسم «تابلوهات» يتهافت عليها الأوروبيون: «إحنا ناس ريفيين، الطبيعة الجميلة خلت الواحد يكتسب الحس الفنى، ومعظم أعمالى خرجت بره مصر، لأن الأوروبيين بيقدّروا الكلام ده».
أشهر عديدة قد تصل إلى العام، يستغرقها الحاج «حسن» فى عمل اللوحة، لتخرج من تحت يديه تحفة فنية، فجسّد قصة سيدنا موسى فى مجموعة مشاهد، بداية من معجزة اليم، حتى انتقاله إلى قصر فرعون، بالنحت على الخشب: «اشتغلت اللوحة من رمضان لرمضان، لأنها بحجم 4 أمتار وبارتفاع متر ونصف»، أراد الحاج حسن أن تظل اللوحة فى بيت من يقتنيها مدى الحياة، تعلم أجيالاً، لأنها سلعة معمرة.
لا يمتهن الفنان «الدمياطى» النحت ويتخذه مصدراً للرزق، إنما يمارسه كهواية، فهو أراد أن يصل فنه إلى العالم، ويثبت أن دمياط هى بلد الفن، يصمم شبابها تحفاً فنية من الأخشاب، تنافس الأعمال الأوروبية، خاصة الإيطالية.
«الحاجات دى يا إما تتعمل صح يا إما ما تتعملش خالص»، يقولها الحاج «حسن»، الذى لم يطلب منه أحد تدريبه حتى هذه اللحظة، لكن هناك أصحاب مصانع كبيرة أرادوا أن يُنتجوا مثل إبداعاته الفنية، فبدأ فى توجيههم. يفضّل «حسن» الاعتماد على يديه وأدوات بسيطة، والابتعاد عن أى ماكينة أو وسيلة حديثة فى صنع التابلوهات ليضيف لها لمسات إبداعية بيديه.