| مآذن المحروسة.. مجسمات طبق الأصل بأيدي طلاب «هندسة الشروق»

تأملوا مآذن مساجد الرفاعي والأزهر وأحمد بن طولون وباب زويلة والنور، بعد زيارة ميدانية لكل هذه الأماكن، وقسموا أنفسهم لمجموعات مكونة من 6 طلاب، لتنفيذ مجسمات للمآذن لاقت إعجاب الجميع.

نماذج لمآذن المحروسة

تفنن طلاب سنة أولى هندسة – قسم عمارة، بأكاديمية الشروق، في تنفيذ نماذج لمآذن المحروسة بحرفية شديدة خلال تجاربهم الأولى، التي أشرف عليها الدكتور محمد عبد الباري، وكان لكل مجموعة مهمة تصميم مئذنة لأحد مساجد المحروسة، خرجت بشكل لافت للنظر.

مئذنة مسجد الرفاعي 

تقول ماريان سمير، الطالبة بالكلية، إنه في البداية اختارت كل مجموعة مئذنة لتصميمها، واستمر عملهم عليها طوال فترة الفصل الدراسي الثانى: «المشروع ده عليه درجات كتيرة، وكنا خايفين مايطلعش بالشكل المطلوب، لكن بمساعدة الدكتور المشرف، وشغلنا لساعات طويلة والتجويد المستمر، كان الشكل النهائي مبهر، خلى الناس مش مصدقة إنه شغلنا لأول مرة»، بحسب «ماريان».

 

قامت المجموعات بزيارات ميدانية لمشاهدة المآذن عن قرب، وتصويرها من جميع الزوايا، والتقاط مقاطع فيديو لها للاستعانة بها أثناء التصميم، وفقاً لـ«ماريان»: «قضينا شهر ونص تقريباً بنشتغل علي المشروع ده، اشتغلنا بخشب وبعدها حاجات كملناها بليزر وحفر، واحتجنا صلصال، والدكتور كان بيساعدنا طول الوقت».

 

تحكي «ماريان» أن التجربة هي الأولى لها، فلم يكن لها سابق خبرة في مجال تصميم الماكيت، واتبعت تعليمات المشرف، حتي خرجت مئذنة «الرفاعي» بأفضل صورة ممكنة: «مكناش مصدقين إننا ممكن نطلع شغل بالجمال ده، وفرحنا به ونسينا تعب الأيام اللي فاتت»، لافتة إلى أن فريقها كان مهتماً بالأعمدة الخاصة بالمئذنة ومنسوب القبة وباقي التفاصيل التي جعلت الماكيت يخرج صورة طبق الأصل من مئذنة المسجد الحقيقية.

مئذنة باب زويلة

صممت ميار صلاح، برفقة فريقها، مئذنة باب زويلة، التي جعلتهم يعملون لساعات طويلة ومتأخرة وصلت إلي 12 منتصف الليل، للانتهاء من المشروع في الوقت المحدد، مؤكدة أنهم بذلوا جهداً كبيراً، واتبعوا تعليمات المشرف، التي كانت تتطلب في بعض الأحيان إعادة الشغل من البداية، بسبب بعض الأخطاء البسيطة: «المئذنة كانت فيها تفاصيل كتيرة، وفضلنا نعيد لحد ما خرجت بالشكل المطلوب، بناء على تعليمات الدكتور اللي تعب معانا أوي، وساعدنا كتير في أول تجربة ماكيت لينا، وكنا مهتمين بكل جوانب المئذنة وفرحنا واستفدنا من شغلنا».

مئذنة جامع الأزهر 

فيما أجرى عمر جمال وفريقه، بحثا عبر الإنترنت لمعرفة تفاصيل إحدى مآذن جامع الأزهر، التي تسمى مئذنة فوق المدرسة الأقبغاوية، قبل البدء في تصميم ماكيت لها: «عشان نعرف مقاساتها بالظبط، ونبدأ نشتغل حسب المطلوب، وركبناها وبدأنا نلونها بأكليرك»، مؤكداً أن الجامعة تجهز الآن لتنظيم معرض يستوعب الماكيتات بالكامل.

 

مجهود كبير بذله الدكتور محمد عبدالباري، مع طلابه حتي يخرج المشروع في أبهى صورة، بداية من التخطيط والاتفاق على الفكرة، مروراً بالمحاضرات التعريفية عن فن الماكيت، وصولاً لمرحلة التنفيذ وتقسيمها لمجموعات: «كل سنة بنختار حاجة مختلفة، وفي السنين اللي فاتت صممنا ناطحات سحاب ومساجد وكنائس، واخترنا السنة دي المآذن»، بحسب «عبدالباري».

 

يحكي الدكتور المشرف على المشروع، أن فن الماكيت موجود منذ عصر الفراعنة، وجرى استخدامه في السينما والمتاحف وحتى اختبارات الزلازل وغيرها.