| مأساة «نادية» بعد سقوطها من الطابق الثالث: «لا قادرة أتحرك ولا معايا فلوس أتعالج»

3 سنوات مرت على «نادية» وهي تتكبد المعاناة الشديدة بسبب ملازمتها للفراش طوال النهار والليل عاجزة عن الحركة تمامًا، متأثرة بحادثة تعرضت لها، إثر سقوطها من الطابق الثالث، الأمر الذي أصابها بمشاكل صحية، أبرزها الشلل في النصف الأسفل من جسدها، لينته بها الحال في إحدى الغرف الخشبية بإحدى مناطق محافظة القاهرة تتجرع مرارة الوحدة والألم بمفردها.

معاناة «نادية» في غرفة غير آدمية  

بداخل غرفة خشبية ممتلئة بالكراكيب ومغلقة بملاءة، تجلس نادية عيد، 32 عاما، من محافظة الفيوم، على سريرها مُحاطة بكمية كبيرة من الأدوية والأشعات الطبية، تحكي «نادية» في حديثها لـ«»، أنها تعاني من شلل كامل في النصف الأسفل من جسدها نتج عن انقطاع في الحبل الشوكي، بالإضافة إلى مشاكل في فقرات الظهر وقرحة فراش تقلق نومها طوال الليل، لتجعله لا يقل طولًا وثقلًا عن ساعات النهار.

41 يوما في العناية المركزة 

تروي «نادية» أنها ظلت 41 يومًا في العناية المركزة في مستشفى الجامعة في الفيوم: «كنت شبه ميتة.. أحيانًا كنت بحس باللي حواليا بس مبقدرش أتكلم، ولما خرجت من المستشفى لقيت نفسي وحيدة بعد ما زوجي اتخلى عني وأخد بنتي معاه».

بعد خروج «نادية» من المستشفى، تركت الفيوم وذهبت لتعيش في القاهرة: «حياتي اتدمرت.. مش قادرة أتحرك ولا قادرة أرجع بنتي.. الناس بدأت تنفر من خدمتي، وبصراحة كتر خيرهم أنا بعذرهم»، مشيرة إلى أنها تحتاج لـ2000 جنيه شهريًا من أجل الأدوية وجلسات العلاج الطبيعي، بالإضافة إلى 300 جنيه إيجار شهري للغرفة التي تعيش بها، في حين أنه لا دخل لها سوى 520 جنيهًا وهو معاش «تكافل وكرامة»: «بقيت مديونة لكل اللي حواليا ومش عارفة أجيب منين تاني».

مرت 3 سنوات على «نادية» وهي لا تزال تعاني آلامها الجسدية والنفسية، وهي ترى نفسها وقد عجزت فجأة عن الحركة، ورغم هذه الآلام إلا أنه يوجد تحسُن في حالتها بسبب استجابة جسدها لجلسات العلاج الطبيعي: «في تحسن الحمد لله بس بطيئ، الدكتور قالي علشان التحسن يتم بشكل أسرع هحتاج جلسات أغلى من كده».

نادية: «أنا عايزة أقدر أدخل الحمام»

وبملامح راجية ونبرة آملة، ذكرت السيدة ما أخبره بها الأطباء حول إمكانية استعادة قدرتها على الحركة مرة ثانية، من خلال إجراء عملية في الحبل الشوكي: «أنا مش عايزة أرجع أمشي طبيعي زي الناس، أنا كل اللي عايزاه أني أقدر أدخل الحمام».