بدأت وفود الحجيج العودة إلى الديار، محمّلة برحمات الله سبحانه وتعالى، وأُضيئت وجوههم وغفر الله جل ذنوبهم وذلاتهم، ليعودوا كما ولدتهم أمهاتهم، لكن ماذا بعد أن أدى الحجاج فريضة الحج، وما الذي يجب أن يحرصوا عليه بعد أن اتصفوا بالعديد من الصفات الطيبة خلال رحلتهم المباركة للأراضي المقدسة؟.
الحجيج يعودون لديارهم بقلوب الأطفال
ويجيب على هذه التساؤلات الدكتور الشحات عزازي، من علماء الأزهر الشريف، قائلًا إنّ الحجيج يعودون بعد رحلة الحج ببداية جديدة كالصفحة البيضاء، وكأنّهم يبدأون بقلوب الأطفال، ويصبحون أكثر نقاءً وصفاءً وبراءة وقربًا من الله تعالى، دون كذب أو غش أو خداع، مشيرًا للحديث الشريف عن أبي هريرة، قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقولُ: «منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ».
تقديم يد التعاون للآخرين
والحاج بعد عودته يكون محبا لكل الناس لأنهم صنيعة الله تعالى، فيسير مع الناس لنفع كل عباد الله تعالى، ويلتزم بطاعة الله سبحانه وتعالى التزاما كاملًا، ويبذر بذور الخير في كل مكان، لأنه وجد الخير في كل مكنا بداية من الأشخاص الذين ساعدوه بالمطار وخلال الرحلة ثم خلال تأدية المناسك بالأراضي المقدسة الجميع يقدم يد التعاون دون النظر إلى جنسية صاحب الحاجة، فالجميع يتعامل مع الحجيج على أنهم ضيوف الله سبحانه وتعالى، وفقًا لـ «العزازي» في حوار بإذاعة القرآن الكريم.
مساعدة الآخرين باخلاص دون انتظار الأجر
وضيوف الله سبحانه وتعالى بالحج وكل إليهم من يخدمهم لتيسير المناسك لهم، وليس فضلًا من الحجيج على من يخدمونهم، بل فضل من المولى عز وجل الذي جعل الحجيج مخدومون هنا وخادمين في أماكنهم عند عودتهم لديارهم، ليخلصوا في خدمة الآخرين كما أخلص الآخرون في خدمتهم خلال رحلة الحج، على أن يقدموا هذه الخدمات دون مقابل كما حصلوا على مساعدات الآخرين دون مقابل بالأراضي المقدسة، كما ذكر الدكتور الشحات عزازي.
الظن بالناس خيرًا
وأشار«العزازي» إلى أهمية أن يظن الحجيج بالناس خيرًا عند عودتهم من الحج، بعد أن ظن الناس بهم خيرًا واوكلوهم بالدعاء، على الا يستغلون الناس، كونهم عبيد الله سبحانه وتعالى، فالله يرفع قدر الإنسان ليختبره او يختبر به، ليكون الحجيج شخص جديد بمبادئ جديدة وحياة جديدة.