فقد البصر لكنه لم يفقد البصيرة، مقولة جسدها الشاب العشريني «محمد علي» الذي استطاع أن يكسر حاجز العجز ويكون من أوائل الثانوية العامة في 2017 للمكفوفين، الأمر الذي أدخل الفخر والفرحة على أسرته، وشعر بكرم ولطف الله عليه.
محمد من أوائل الثانوية العامة للمكفوفين 2017
لم يتوقع «محمد» أن يكون من أوائل الثانوية العامة في عام 2017 لدرجة أنه وقت إعلان النتجية عندما أخبره أحد أقاربه أنه من أوائل الثانوية العامة تساقطت الدموع من عينه وعيون والدته، موضحًا: «لما قالولي إني من الأوائل كنت مصدوم مش مصدق لأني ربنا كرمني، ووقتها كرم كبير وحسيت إن مجهودي مضاعش» بحسب حديثه لـ«».
التحق صاحب الـ24 عامًا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية تلك الكلية التي كان يحلم بها واستطاع أن يثبت نجاحه فيها، ويستمر في تحقيق المزيد من التفوق حتى أنه عندما تخرج منها حصل على تقدير جيد جدا، وكان من العشرة الأوائل في الكلية، مشددًا: «أنا لما دخلت كلية السياسة والاقتصاد كنت حابب المجال وعشان مفيش حد من المكفوفين دخله كتير قبل كده فقولت لازم أثبت نفسي».
لم يتوقف «محمد» عن تحقيق الإنجازات والنجاحات ولكنه في عام 2017 تم تكريمه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي في عيد العلم وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الثالثة، وبعد تخرجه من الجامعة استمر في طلب العلم وحصل على تمهيدي الماجستير، وحاليا يحضر الرسالة نفسها، متمنيًا أن تحقق أكثر من ذلك.
تجربة مميزة وفي نفس الوقت شاقه خاضها ابن محافظة الشرقية في الثانوية العامة ولكن كان دائما أهله يقفون بجانبه في كل لحظة: «أهلي كانوا موفرين ليا المناخ الجيد اللي أذاكر فيه وكانت طبعا والدتي هي اللي بتروح معايا الامتحان عشان أنا من ذوي الهمم ومفيش ضغط ولا توتر وكانوا بيقولوا أعمل اللي عليك والباقي توفيق من ربنا».
نصائح لطلاب الثانوية العامة
ووجه «محمد» رسالة لطلاب الثانوية العامة بأنه يجب عليهم عدم التفكير في أي تقصير حدث خلال العام الدراسي، وترك الأمر لله: «الطلاب لازم يكونوا هادين في فترة الامتحانات ويعملوا اللي عليهم عشان التوفيق ده من عند رب العالمين وعازو أقولها أني الثانوية العامة مش نهاية المشوار ومن مقياس».