قبل حوالي 4 سنوات قدم المخرج الأمريكي ستيفن تشبوسكي، تجربة سينمائية بعنوان «Wonder»، تتحدث عن طفل معجزة من أصحاب متلازمة تريتشر كولينز، مستعرضا فيها حجم التنمر الذي قد يتعرض له أي طفل مختلف عن الآخرين، إلى جانب حجم المعاناة التي يعيشها أفراد أسرته كاملة حتى يساعدوا هذا الطفل في الوصول إلى أهدافه والتعايش بسلام دون التعرض لأي تنمر أو أذى نفسي، حتى نجح الطفل في الوصول إلى ما كان يستهدفه بفضل شقيقته ووالده ووالدته.
نفس الحكاية ونفس المشاهد ونفس التنمر والإيذاء النفسي، حدثت على أرض الواقع ولكن بمسافة تبعد آلاف الكيلو مترات عن الولايات المتحدة الأمريكية البلد المنتج لهذا الفيلم، وبالتحديد شرق مصر بمحافظة الإسماعيلية، حيث يقطن هناك أسرة أحد أبنائها من أصحاب متلازمة داون، سارت بنفس الدرب من بداية من التنمر ومرورا بالمعاناة والألم النفسي وحتى النجاح والتميز، بعدما نجح نجل تلك الأسرة، مازن هشام الطباخ، في التفوق رياضيا على مستوى الكثير من الرياضات بينها الكاراتيه والسباحة وتنس الطاولة، كما يسعى حاليا نحو اقتحام عالم «المودلينج» وعروض الأزياء، وكل ذلك جاء بعد مجهود كبير منه بذله على مدار سنوات، وإلى جانبه مجهود أكبر من عائلته المكونة من الأب هشام الطباخ، والأم رشا البنا، وشقيقته الكبرى بسمة الطباخ، طالبة بكلية الهندسة، وشقيقه الأصغر إياد الطباخ، طالب بالمرحلة الإعدادية.
مازن هشام الطباخ يبلغ من العمر حاليا 19 عاما، ويعيش بالإسماعيلية رفقة أسرته، وشارك في العديد من بطولات الجمهورية الخاصة برياضتي الكاراتيه والسباحة، وحقق مراكز متقدمة بها، رغم كل ما تعرض له من تنمر لكونه فقط مختلفا عن الآخرين ومميز بمتلازمة داون: «من هو وصغير وبيتعرض للتنمر ونظرات عجيبة من أولياء أمور الأطفال اللي قده، كانوا بتلاحقه في كل مكان تقريبا، بس دلوقتي الحمد لله الموضوع قل جدا بانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، مقارنة باللي كان بيحصل من سنين»، حسبما تروي رشا البنا والدة «مازن».
والدة «مازن»: نحاول دائما صناعة عالم خاص بابني
وتقول «رشا» والدة «مازن»، في حديثها مع «»: «مازن بنحاول دايما نعمله عالم خاص مخصوص بيه، ومع الوقت ناس كتير بقت تعرفه وتدعمه وتشجعه على النجاح دايما».
ويعود الفضل في الشهرة التي حققها «مازن» ومعرفة الكثيرين به، إلى شقيقته «بسمة» وشقيقه «إياد»، اللذين يحرصان بشكل دائم على تصوير يوميات شقيقهم من أصحاب متلازمة داون وعرضها على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة، حسبما توضح والدتهم.
عائلة البطل الرياضي بأكملها تدعمه في كل خطواته
ويحاول جميع أفراد أسرة «مازن» أن يساعدوه ويدعموه ويشجعوه في كل شيء، لدرجة أنهم يعملون سويا كفريق، كل عضو به مختص بدور ما حتى يظل «مازن» سعيدا ومبتسما وراضيا ومتعايشا في سلام مع تلك الحياة الصعبة التي نعيشها جميعا.
وتضيف والدة «مازن»: «أكتر ناس مازن مرتبط بيهم إحنا أسرته، باباه وإخواته وأنا، بسمة أخته الكبيرة طالبة فى بكالوريوس هندسة وعلى طول معاه فى كل حاجة وبيعتمد عليها جدا، بتحب تصوره وتكتب بوستات عنه وبتنزل فيديوهات قصيرة بتجيب مشاهدات عالية جدا ومشاركات كتيرة، وإياد أخوه الصغير عنده 14 سنة، ومهتمة إنه ياخده معاه في أى مكان، ويصوره وهو بيتعامل مع الناس ويظبط الفيديوهات».
يحلم مازن أن يصبح موديل وعارض أزياء
ويحلم «مازن» أن يقتحم عالم «المودلينج» وعروض الأزياء والتمثيل، ولهذا يخضع حاليا لجلسات تصوير وتدريبات وورش كثيرة بهذا الأمر ليحقق هذا الحلم، كما أن عائلته بأكملها تحاول دعمه حتى يحقق هذا الحلم، حسبما تكشف والدته في نهاية حديثها مع «»، والتي حرصت كذلك على توجيه الشكر لكل مدربي ومدربات ومدرسي ومدرسات نجلها، الذين يساعدوه بشكل دائم على التطور وتحقيق مزيد من النجاحات.
