شاب يعمل على ذراعه نجارًا، يوميًا يرزقه الله بأموال ليطعم زوجته وأولاده الثلاثة، وفجأة انقلبت حياته رأسًا على عقب، بعد تعرضه لحادث سير منذ شهرين، وأصيب «ماضي صابر»، 32 عامًا، بشلل نصفي، أفقده القدرة على الحركة، وأصبح في أزمة كبيرة، فحالته المادية لم تكن جيدة، لدرجة عدم قدرته على إيجار ورشة، وإنما كان نجارًا «تحت الطلب».
على عكس المتوقع، لم تنقلب حياة «ماضي» إلى الأسوأ بشكل كامل، فأهالي قرية «الحلافي» بمحافظة كفر الشيخ، تابعوا الحادث عن كثب، ووقفوا بجانب ابن قريتهم، ضاربين مثلاً عظيمًا في الترابط والتكافل الاجتماعي بينهم، متحملين كافة مصاريف علاجه والعمليات الجراحية، ليس ذلك وحسب، بل وضعوا له وديعة في البنك بقيمة 100 ألف جنيه، ليتمكن الشاب من قضاء كافة احتياجات أسرته، وفقًا لحديث عبد القادر خليفة، أحد أهالي القرية لـ«».
شلل نصفي
يروي «عبد القادر» تفاصيل حالة ابن قريتهم، موضحًا أن حالته المادية لم تكن جيدة، فهو نجار بلا ورشة، وأصيب بحادث نتج عنه مشاكل صحية في العمود الفقري والنخاع الشوكي، وأصيب بالشلل النصفي، مضيفًا: «الشاب ده مالوش حد وحياته هتكون صعبة، وقفنا جنبه كأهالي القرية، لأن ده واجبنا، عملناله عملية كلفت 20 ألف جنيه، وموتوسيكل خاص بـ4 عجلات سعره 19 ألف جنيه، ولأنه مش هيقدر يشتغل تاني، حطيناله وديعة في البنك بـ100 ألف جنيه».
استكمال علاج الشاب
ما فعله أهالي قرية الحلافي، لم يكن مجرد مساعدة لحالة إنسانية، وإنما هي مبادرة فعلوها لتنتشر بين الجميع، فكثير من الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى التكافل الاجتماعي، لعدم تدهور حالتهم الصحية والمادية، بحسب «عبد القادر»: «لسه متابعين مع الدكاترة في حالة الشاب، وممكن يحتاج عملية ووقتها هنقف جنبه ونعمله اللي هو محتاجه، أنا بطالب إن التكافل الاجتماعي يكون موجود في كل القرى مش بس عندنا».