| ماكينة خياطة «أم عمرو» خرجت ضباط ودكاترة وجهزت يتامى.. ربتهم بالحلال

على ماكينة الخياطة قضت ما يقرب من نصف عمرها، تعمل ليلا ونهارا لتساعد زوجها على مصاريف البيت، وتوفير احتياجات أبناءهم الخمسة، فبعد وفاته أصبحت هى الأب والأم، وقامت بالدورين معًا، ومن خلال ماكينة الخياطة أكملت تعليمهم ليصبح بينهم ضباط وأستاذة جامعية، رغم أنها سيدة لا تجيد القراءة والكتابة.

في منطقة العمرانية بالهرم تعيش «أم عمرو» منذ أن تزوجت بعمر 18 عاما، عاشت حياة بسيطة هادئة مع زوجها الموظف في هيئة النقل العام، وأنجبت 5 أبناء أرادت أن تربيهم على أفضل حال، وأن يتعلموا ويلتحقوا بكليات متميزة عند كبرهم، ما اضطرها للعمل على ماكينة خياطة بالمنزل للمساعدة في المصاريف، حسبما ذكرت في بث مباشر مع «».

«أم عمرو»: «اشتغلت من البيت عشان أكون جنب ولادي»

ماكينة الخياطة كانت سندا في حياة «أم عمرو»، وساهمت بشكل كبير في تعليم الأبناء الخمسة، خاصة بعد وفاة والدهم، بحسب ما ذكرته: «كنت بشتغل من البيت عشان أبقى جنبهم»، ولعبت دور الأب والأم في حياتهم، ما بين التربية السليمة، والعمل لسنوات تخطت الـ20 عاما بالتفصيل للإنفاق على المنزل، إلى أن كبر الأبناء وتخرجوا من الجامعات، وعملوا في وظائف حيوية وهامة.

وظائف وشهادات أبناء «أم عمرو» 

«ضابطين وأستاذة جامعية ومدرب متخصص في التربية الرياضية، وليسانس آداب».. وظائف وشهادات أبناء صاحبة الـ71 عاما، التي قضت عمرها تكافح من أجلهم، لتسترح بعد مهمتها الشاقة في تربيتهم، وتتفرغ للأعمال الخيرية، وتجهيز العرائس اليتامي، ومساعدة الأبناء المشردين بلا مأوى.

تجهيز عرائس يتامى

«كله من عند الله وأهل الخير»، هكذا ردت «أم عمرو» على ما تفعله من أعمال خير ومساعدة للآخرين، إذ شهد أهالي منطقة العمرانية أنها جهزت عرائس يتامى، وفتحت بيوت شباب مشرد، وساعدت في التكفل بمصاريف تعليم بعضهم: «اللي ربنا يقدرني عليه بعمله»، بحسب تعبيرها.

«أم عمرو» تعلمت القرآءة لحفظ القرآن

حبها للقرآن الكريم ورغبتها في حفظه دفعها لتعلم القرآة والكتابة، والحصول على شهادة محو الأمية، حتى أتمت حفظ كتاب الله كاملا، مستعينة بالمصحف الناطق الذي يسهل عليها نطق الكلمات: «دي أكتر حاجة شغلاني دلوقتي»، كما تحرص على تجميع أبناءها بالكامل كل جمعة في منزلها: «بعملهم أكل ونتلم سوى»، متمنية أن تحقق آخر أحلامها بزيارة بيت الله وآداء فريضة الحج.