| «ماهر» يختار العيش في دار المسنين للتغلب على وحدته: «محدش فاكرني»

يقضي ماهر عبد الوهاب أغلب وقته مترددًا على القهاوي، للهروب من وحدته، التي يجدها بين أربع «حيطان»، لذلك قرر الذهاب لإحدى دور رعاية المسنين، يحمل جرح تخلي شقيقاته الثلاث عنه، فلا يقبلن على زيارته سوى مرة كل 3 أشهر.

عاش «ماهر» أجمل أيام شبابه، وأخذ خطوة الخطبة ثلاث مرات، لكنه لم يوفق في إحداها، فألهته الحياة عن تكوين أسرة، وإنجاب أطفال يصبحون عونًا وسندًا له في كبره، وجاء اليوم المحتوم، حين وقف بين الجدران الأربع، لم يجد أحدا بجانبه، بل صارت الوحدة تلف أحبالها على رقبته، ليخرج إلى الشارع يقضي أيامه بين القهاوي، إلا أن الوضع خرج عن السيطرة، بعد أن ابتعدت عنه شقيقاته الثلاث شيئًا فشيئا، قائلًا لـ«»: «عندي أخوات 3 بنات بنتين أكبر مني وواحدة أصغر، وكل واحدة ليها بيتها وزوجها».

 

يقبل «ماهر» اقتراح صديقه

تخطى «ماهر» الـ60 عامًا، وبعدها قرر الذهاب إلى دار لرعاية المسنين، فلم يعد قادرًا على مساعدة نفسه، لقضاء حاجاته من سواء تجهيز الطعام أو غسل ملابسه، فالوحدة قضت عليه نفسيًا ومعنويًا، واستجاب لطلب صديقه بالذهاب إلى الدار، ليتخلص من وحشته التي تحاوطه بين جدران شقته، بحسب وصفه: «بقالي سنين عايش لوحدي، وفي مرة كنت قاعدة مع واحد صاحبي على القهوة، قالي روح دار رعاية، وأنا وافقت على طول».

دار رعاية تحتضن «ماهر»

التحق «ماهر» بإحدى دور الرعاية الخاصة منذ 8 أشهر، يعيش أيامه بين أمثاله من كبار السن، وجد فيهم الونس وبدأت الوحدة تتلاشى تدريجيًا، إلا أن ألم ابتعاد شقيقاته، لا يزال يسبب جرحًا في قلبه، فلا يقبلوا على زيارته، سوى مرة واحدة كل 3 اشهر، بحسب كلامهم: «أنا قاعد في دار خاصة بدفع مقابل كل شهر من معاشي، الأحداث القريبة بدأت تضيع مني، وأنا كمان بدأت أنساهم».