«بدعي ربنا يطول في عمري، ربنا يديك طولة العمر».. أدعية ينطق بها الكثيرون يوميًا طمعًا في استجابة دعواتهم من الله سبحانه وتعالى، ولكن يتسائل البعض عن حكم الدعاء بـ«طول العمر»، وهل في ذلك إثم أو مخالفة للكتاب والسنة، إذ أن الفرد قدره معلوما، مما جعل الأشخاص يشعرون بالحيرة.
وشرح الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بدار الإفتاء، في حديثه لـ«»، عن حكم الدعاء بزيادة وقت العمر، بأنه هناك بعض الأدعية التي لا يعلم البعض أنه لا يجوز الدعاء بها وأخرى مستحبة، والدعاء بـ«طولة العمر» أمر جائز.
وأوضح «الأطرش»، أن الله سبحانه وتعالى يحب سماع دعاء العبد وتضرعه إليه، وذكر ذلك في أكثر من موضع بالقرآن الكريم: «ادعوني استجب لكم»، و«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
هل يجوز الدعاء بـ«طولة العمر»؟
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في عدة أحاديث: «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل»، «الدعاء مخ العبادة»، «أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له».
وأكد رئيس لجنة الفتوى الأسبق بدار الإفتاء، أنه بشكل عام لا أحد يعرف متى ينتهي أجله، فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، وهو وحده من يعلم موعد نهاية حياة الشخص وعنده ما يشاء كل في كتاب: «من قال اللهم طول عمره أو دعا بطول العمر بشكل عام، أمر لا شئ فيه، لأن العمر والأجل مكتوب في الكتاب عند الله عز وجل، ولن يغير الدعاء بذلك أمرًا إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى، الرزق والأعمار مكتوبة عند الله في الكتاب وقدره منذ أن خلق الأرض وما فيها وكل شئ عنده بمقدار: «واجعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة بشرط أن يكون المطعم حلال والملبس حلال والمشرب حلال، أما بالنسبة للذي يأكل حرام فلا يستجاب لدعائه»، ويجب الدعاء والشخص موقن بالإجابة».