هل يجوز أن يصلي المسافر في وسيلة المواصلات كالقطار والميكروباص مع ترك بعض الأركان كالسجود والجلوس؟.. سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني؛ ليجيب عنه الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، بمقطع فيديو قصير، قائلًا إنه إذا كان المقصود بالصلاة هنا النوافل أي صلاة السنة، يجوز لفعل رسول الله صل الله عليه وسلم قاعدة أنه يغتفر في النوافل ما لا يغتفر الفرائض.
حكم الصلاة في وسائل المواصلات
أما فيما يتعلق بصلاة الفريضة بوسائل المواصلات، أوضح مفتي الديار المصرية، أنه لابد من أن يفرق المسلم بين حالتين، ففي حالة أنه إذ كان هناك متسعًا من الوقت بحيث يمكن أن يؤدي الشخص الصلاة في وقتها بعد أن ينزل من وسيلة المواصلات، فالأولى أن يتم تأخير الصلاة لحين الوصول، أو هناك إمكانية جمع الصلاة مع ما قبلها أو بعدها.
وفي حالة أنه لا يستطيع الشخص النزول من وسيلة المواصلات ولا متسع من الوقت الذي يسبب فوات الفريضة، مما لا ريب به الصلاة داخل المواصلات بأخذ بعض أهل العلم في ذلك ويتحرى القبلة ولا يُسقط ركن من أركان الصلاة.
دار الإفتاء توضح
وفي موضع آخر، أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز للمسافر في وسائل المواصلات أن يصلي صلاة النافلة حيثما توجهت به وعلى هيئته التي هو عليها، لما ورد بقول الله تعالى: «وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»، متابعة أن الجمهور عمم ذلك في كل سفر، خلافًا للإمام مالك الذي اشترط كون السفر مما تُقصَر فيه الصلاة.
وعن صلاة الفريضة فلا يجوز له ذلك إلا بعذر، كالخوف على النفس أو المال من عدو أو سبع، أو خوف الانقطاع عن الرفقة، أو التأذي بالمطر والوحل، أوعدمُ القدرة على النزول من وسيلة المواصلات للصلاة المكتوبة مع فوات وقتها إذا لم يُصلِّها المكلَّفُ فيها، وفي هذه الحالة إذا كانت الصلاة المكتوبة مما يُجمَع مع ما قبلها أو مع ما بعدها فالأفضل له أن ينويَ الجمع -تقديمًا أو تأخيرًا- ويصليها مع أختها المجموعة معها عند وصوله.
أما إن كانت الصلاة مما لا يُجمَع مع غيرها، أو كان وقت السفر يستغرق وقتي الصلاتين كليهما، فحينئذ يتحقق في شأنه العذر في الصلاة في وسيلة المواصلات، ولا حرج عليه في ذلك.