أسئلة عدة تشغل أذهان المسلمين، حول العبادات الدينية التي تتعلق بمدى حصول فاعلها على الثواب من عدمه، جاء من بينها السؤال الوارد إلى دار الإفتاء، عن حكم الوضوء قبل النوم في الشرع.
واعتاد المسلمون على طرح الأسئلة إلى دار الإفتاء، عبر موقعها الرسمي، وسرعان ما تأتي الإجابة على تلك الأسئلة المحيرة التي تشغل بال المسلمين في مختلف أنحاء العالم، والمتعلقة بالعبادات والأحكام الدينية وكل الأمور التي تتناولها الشريعة الإسلامية.
حكم الوضوء قبل النوم
وورد سؤال إلى «الإفتاء» من أحد الأشخاص عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية في وقت سابق، ما حكم الوضوء قبل النوم؟، الأمر الذي أجابت عنه الدار، بإن النبي حثَّنا على النوم على وضوءٍ؛ فقد روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».
وذكرت دار الإفتاء، أن الوضوء قبل النوم أمر مستحب شرعًا، كما أوضح العلامة ابن بطال في «شرح صحيح البخاري»، أن الوضوء عند النوم مندوب إليه مرغب فيه، وكذلك الدعاء؛ لأنه قد تُقْبَض روحه في نومه، فيكون قد خَتَم عمله بالوضوء والدعاء الذي هو أفضل الأعمال، ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يجعل آخر عمله الوضوء والدعاء، فإذا تكلم بعد ذلك استأنف الصلاة والدعاء، ثم ينام على ذلك؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لقوله: «اجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».