| ما هو الخوف المرضي وأنواعه وطرق علاجه؟.. استشاري صحة نفسية يجيب

من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالخوف، إذ أنها غريزة طبيعية أوجدها الله فيه لفائدته من خلال حثه على العمل والإنجاز وتجنب المخاطر، إلا أن بعض الأشخاص قد يتحول الخوف لديهم إلى شعور مرضي، ينتابهم تجاه الأشياء البسيطة والعادية ويُسبب لهم توتر شديد، ويؤثر على سلوكياتهم. 

أوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«» تعريف الخوف عمومًا، بأنه حالة انفعالية لا شعورية تنتاب الإنسان وتتصاعد معه تدريجيًا، وتكون مؤقتة وعارضة، وأنه غريزة حياة مثل الخوف من الموت أو الفشل الدراسي أو الانهيار الأسري، لافتًا إلى أن في حالة الخوف المرضي، تظل هذه الحالة تسيطر على الشخص بشكل دائم تجاه أشياء عادية، وتُسبب له تجنب بعض المواقف أو الوقوع في صدام مع بعضٍ آخر.

أنواع الخوف المرضي

وأضاف «هندي»، أن الخوف المرضي، له أنواع متعددة منها، الخوف من الأماكن المغلقة أو المُرتفعة، والخوف من الحشرات، وأيضًا الخوف من الأصوات العالية مثل البرق والرعد، والخوف من المُقعدين أو ذوي الهمم عمومًا، وهو نوعٌ يصيب الأطفال في الغالب، شأنه شأن الخوف من الأدوات الطبية والأطباء، وهو ما يُسمى بـ«فوبيا البالطو الأبيض»، بالإضافة إلى الخوف من ركوب الطائرات أو المصاعد الكهربائية، والخوف من الزحام، مُشيرًا إلى أن الخوف المرضي ينتج عن عدة أسباب، مثل العوامل الوراثية، وأنماط التنشئة الاجتماعية الخاطئة، وأيضًا المواقف والخبرات الحياتية. 

من السهل التعرف على الشخص المُصاب بالخوف المرضي، وذلك لكثرة ووضوح الأعراض التي تظهر عليه، والتي من بينها التعرق الشديد وخفقان القلب وضيق التنفس ورجفة اليدين والساقين، وأيضًا النوم المتقطع ليلًا والتعرض لكوابيس وأحلام مُفزعة، بالإضافة إلى جفاف الفم والحلق والتلعثم في الحديث، والقلق الشديد وتوقع الشر دائمًا، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى التبول اللاإرادي وخاصة لدى الأطفال.

أضرار الخوف المرضي وعلاجه

أضرار كثيرة يُلحقها الخوف المرضي للمصاب به، مثل الوقوع فريسة للقلق والإصابة بالأمراض المُزمنة، فضلًا عن ضياع الكثير من الفرص في حياته بسبب الخوف من المجهول، بالإضافة إلى أنه قد ينتج عنه تبني الشخص لسلوكيات خاطئة مثل اللجوء للسرقة بسبب خوفه من الفقر والعِوز،  أو الكذب لتجنب العقاب، بحسب استشاري الصحة النفسية، الذي أوضح أن علاج الحالات المُصابة بالخوف المرضي، يعتمد على آليات معينة، أهمها التقرب من الشخص المُصاب بحنو وطمئنته، وأيضًا من خلال التدريب السلوكي، بأن يُغير الشخص من أفعاله مثل التوقف عن مشاهدة الأفلام والبرامج المُرعبة، أو سماع الأخبار المُفزعة، ومحاولة تغيير المفاهيم والمعتقدات القديمة المتراكمة في ذهنه وتُسبب له الخوف الشديد.