اللاعب لوكا أبراهامز
على طاولة العمليات بالمستشفى، فارق الحياة لاعب كرة القدم الشهير لوكا أبراهامز، بعدما أصيب بفيروس خطير، فشل الأطباء في التعرف عليه في البداية، إذ شخصوا شكوى اللاعب من ألم في الحلق، بأنه مجرد التهاب في اللوزتين.
تعرض لاعب فريق نورثهامبتون لوكا إبراهامز، لآلام والتهابات في الحلق، ما جعل الأطباء يقعون في خطأ تشخيص المرض، فلم يشكوا لحظة، أنّهم أمام فيروس «آكل اللحم»، إذ شعر الشاب البالغ من العمر 20 عامًا، بتوعك خلال الشهر الماضي، وأعطاه طبيبه العام في مركز «Penvale» الطبي، مضادات حيوية لالتهاب اللوزتين، بحسب «إندبندنت» البريطانية.
تدهور حالة لوكا أبراهامز الصحية
بعد عدة أيام، بدأت الحالة الصحية للاعب في التدهور، ما دفع والديه إلى نقله إلى المستشفى، إلا أنّ الأطباء أرسلوه إلى المنزل مرة أخرى، ما تسبب في سوء حالته، قبل أن يتوسل والديه إلى الطوارئ بأنّه لم يعد يستطع تحمّل الألم بعد الآن، إذ عانى «لوكا» من ألم شديد في ساقه، انتشر إلى أردافه اليسرى، وجعله غير قادر على النهوض من الفراش.
وقالت «نيدهام» والدة اللاعب، إنّه عقب ذهاب نجلها إلى المستشفى، يشكو من ألم لا يُطاق، لم يخضع لأي فحوصات قبل إعادته إلى المنزل، ومع ذلك استدعاه الأطباء مرة أخرى إلى المستشفى في الساعة الواحدة صباحًا، وأخبروا عائلته أنّ لديه فرصة للبقاء على قيد الحياة بنسبة 50%، وأصرت الأم على أنّ حالة ابنها حرجة، وتوسلت من أجل إرسال سيارة إسعاف، إلا أنّ مناشدتها قوبلت بالرفض.
تقول والدة لاعب فريق نورثهامبتون: «قال الأطباء إنه في حالة سيئة، فقد أصيب بعدوى أكل جرثومية، وهي حالة تهدد الحياة، ويمكن أن يخضع لعملية قد تهدد حياته، وقد نضطر إلى بتر ساقه»، وأضافت: «لقد بتروا ساقه، لكنهم أخبرونا بأنّه فارق الحياة، لقد علمت أن لوكا سيموت بعدما أخبر والده على طاولة العمليات، أنّه سيكون بخير، وطلب منه أن يعتني بي»
وكشف فحص ما بعد الوفاة أن «لوكا»، أنه كان يعاني من تسمم الدم، ومتلازمة لومير، وهو شكل من أشكال العدوى البكتيرية، والتهاب اللفافة الناخر، وهو مرض آكل اللحم.
ما هو مرض آكل اللحم؟
بحسب ما نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، عن البروفوسيرة ملك يوسف صلاح الدين قطب، أستاذ علم الجينات، وعلم الجزيئات بكلية الطب والعلوم بجامعة نورث داكوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، فإنّ مرض التهاب اللفافة الناخر الذي يعرف بمرض آكل اللحم، هو عدوى بكتيرية نادرة، يصيب 1 من كل 100 ألف من الأشخاص، وتحدث لذوي الأمراض المزمنة من أصحاب المناعة الضعيفة.
وتتسبب هذه البكتيريا بحسب أستاذ علم الجينات، إلى موت أنسجة الجسم، إذ تدخل هذه البكتيريا إلى الجسم وتفرز سموم، وتكون شرسة جدا، وتؤدى إلى تآكل لحم الإنسان، حيث تتكاثر البكتيريا وتطلق السموم التي تقتل الأنسجة وتقطع تدفق الدم إلى المنطقة، نظرًا لأنها شديدة الضراوة، ثم تنتشر بسرعة في جميع أنحاء الجسم.
وتتمثل أعراض مرض آكل اللحم، في كتل صغيرة أو حمراء أو نتوءات وكدمات سريعة الانتشار تظهر على الجلد، بالإضافة إلى التعرق والقشعريرة والحمى والغثيان، وأيضًا فشل الأجهزة والصدمة، وهي أيضا مضاعفات شائعة.
وأوضحت البروفوسيرة ملك يوسف، أنّ علاج هذه البكتريا يكون من خلال الحقن البطىء تدريجيا بحقن IVIG، أو حقن الوريد بالأجسام المضادة، ومتابعة المريض، وقد يصبح البتر ضروريًا إذا انتشر المرض من خلال الذراع أو الساق، ويعتبر مرضى السكر، والكبد، والسرطان، ومتعاطي المخدرات هم الأكثر عرضه للإصابة بهذا المرض.