| ما هي آثار «تيتانيك» الغارقة التي دفعت ركاب الغواصة المفقودة لزيارتها؟

جهود ضخمة تبذلها السلطات البحرية الأمريكية للبحث عن موقع الغواصة «تيتان» التابعة لشركة Ocean Gate، وذلك بعد أن أعلنت عن انقطاع الاتصال معها يوم الاثنين بعد فترة وجيزة من انطلاقها صباح يوم الأحد، وذلك خلال رحلتها لزيارة حطام سفينة تيتانيك الغارقة بشمال المحيط الأطلسي بالرغم من الطقس السيئ.

والغواصة المفقودة تحمل على متنها 5 أشخاص منهم الملياردير البريطاني والمقيم بالإمارات المعروف بخوضه مغامرات مثل تلك المغامرة «هاميش هاردينغ».

تذكرة بربع مليون دولار لزيارة حطام تيتانيك

وتبلغ تذكرة تلك الرحلة 250 ألف دولار، وبعد الكشف عن صور من مقتنيات السفينة ما زالت في الحطام أصبح الاهتمام بزيارتها كبيرًا، كنوع من المغامرة.

ومن المعروف أن حطام السفينة تيتانيك الذي كان مقرر زيارته من قبل الغواصة المفقودة يوجد على عمق 13 ألف كيلو متر من سطح الماء، فبعد اصطدام تيتانك بالجبل الجليدي وغرقها عام 1912، وانقسامها إلى قسمين على أبعاد متفاوتة في أعماق المحيط، وُجد أن كلا النصفين الآن محاط بحقل من الحطام يتكون من قطع معدنية وقطع أثاث، بالإضافة إلى ملابس الركاب بل ومجوهرات بما في ذلك القلادة الشهيرة المصنوعة من سمكة أسنان سمكة قرش ميغالودون، وتم الكشف عن صور لتلك المحتويات عن طريق عمليات مسح أجراها محققون من شركة ماجلان لرسم خرائط أعماق البحار والتي تصنع فيلمًا وثائقيًا عن المشروع، وأمضت الغواصات التي يتم التحكم فيها عن بعد والتي يتحكم فيها فريق على متن سفينة مصاحبة لهم، أكثر من 200 ساعة في مسح الحطام والتقاط 700 ألف صورة له من كل زاوية لإعادة إحيائها وبناءها من جديد عن طريق تقنيات الـ3D وفقا لما ذكرته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية.

ومن ضمن تلك الصور التي تم أخذها صورة لزوج من الأحذية يرجع إلى تلك الحقبة من الزمن، كما كان هناك صورًا لزجاجات شمبانيا مغلقة لم تتحلل بعد، كان من الممكن سكبها أن ذاك في العديد من الأكواب المخصصة لها والتي كان يبلغ عددها 2500 كوب، وأظهرت صورًا أخرى بقايا الدرج الكبير للسفينة الفاخرة بالكاد يمكن التعرف عليه، كما أوضحت الصورمظاهرًا للصدأ على مقدمة السفينة ، والرقم التسلسلي على المروحة ، وثقب فوق المكان الذي كان فيه الدرج الرئيسي، وغرفة قيادة السفينة التي كان يقف فيها القبطان آنذاك.

محتويات تيتانيك التي جذبت المغامرين

ويذكر أن عندما غادرت «تيتانيك» ميناء ساوثهامبتون في العاشر من إبريل عام 1912 كانت تتضمن مخزون 18 ألف ورقة و7500 بطانية و5000 مفرش طاولة، وبالنسبة لمستلزمات تقديم الطعام حملت 2500 كأس و45000 منديل و50 ألف منشفة و12 ألف كوب ووعاء طعام و12 ألف شوكة و19 ألف ملعقة، وشمل الطعام 75 ألف من اللحم و25 ألف من الدجاج و 40000 بيضة و40 طن من البطاطس.

ومنذ ذلك الحين تحللت العديد من تلك المحتويات، ولكن ظل البعض الآخر قائمًا ليغري المغامرين لزيارته في قاع المحيط، وفي ظل ظروف المياه القاسية والظلام كان من الصعب التقاط صورًا واضحة للحطام المتبقي منذ اكتشافه وحتى الآن، ولكن يأمل الخبراء بأن تساعد عمليات المسح الرقمي لتيتانيك التي التقطتها شركة ماجلان لرسم الخرائط في أعماق البحار خلال رحلتهم الأخيرة في الصيف الماضي، في إلقاء المزيد من الضوء على بعض الجوانب الدقيقة لما حدث في ليلة غرق السفينة عندما فقد 1500 راكب والطاقم حياتهم.