لغط واسع أثير عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة حول خوارزميات الفيسبوك، خاصة فيما يتعلق بجرائم واعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني، واتهامات بملاحقة المحتوى الفلسطيني وتعليق وحظر بعض الحسابات التي تنشر محتوى يراه فيسبوك مخالفًا لمعايير النشر.
خوارزميات الفيسبوك
وفي الوقت الذي تتعمد خلاله المنصة بإخفاء المحتوى الذي يتعلق بالقضية الفلسطينية، لجأ الكثيرون إلى حيل مختلفة للهروب من خوارزميات الفيسبوك والتحايل عليها للإفلات من التقييد والتعتيم الذي يلاحق المنشورات دون التعرض لحذف المنشور، أو حتى حظر وتعطيل الحسابات كما حدث لآخرين خلال الأيام الأخيرة بشكل لافت.
وخوارزميات الفيسبوك هي مجموعة القواعد والصيغ التي تحدد المحتوى الذي يراه المستخدمون في حساباتهم، هدفها هو جعل المنشورات التي تهم المستخدم أكثر مرئية له بشكل كبير، وللقيام بذلك، يحلل كل جزء من المحتوى المؤهل للعرض وتصنيفه وفقًا لمجموعة من المعايير.
وبحسب موقع «tinuiti»، فإن الخوارزمية بحسب ما يوضحها فيسبوك هي في الواقع ليست مجرد خوارزمية واحدة؛ بل هي في الواقع عدة خوارزميات، عبارة عن طبقات متعددة من نماذج وتصنيفات التعلم الآلي التي نطبقها للتنبؤ بالمحتوى الأكثر صلة وذات مغزى لكل مستخدم.
وقد يبدو الأمر معقدًا، بسبب الحجم الهائل للمحتوى الموجود على منصة فيسبوك الذي يتجاوز الـ2 مليار مستخدم لفيسبوك وتريليونات من المشاركات التي يمكنهم رؤيتها؛ يجب أن تكون الخوارزمية متطورة لفرز كل هذا المحتوى في لحظة بين تشغيل تطبيق Facebook وعدد منشورات كل مستخدم.
ومنذ عام 2017، أصبح فيسبوك شفافًا بشكل متزايد بشأن التغييرات المهمة في كيفية تصنيف المحتوى وتوزيعه. وهذا يعني أيضًا أن الخوارزمية تتطور باستمرار. بشكل عام، فضّلت هذه التحديثات مدخلات المستخدم، ومنشورات الأصدقاء والعائلة على الناشرين، والمحتوى المخصص لاهتمامات المستخدم، وأصبحت كلها موجهة نحو توليد المزيد من التفاعلات الهادفة.
وفي عام 2023، تطورت خوارزميات الفيسوك لتصبح نموذجًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي ومرتكزًا على المستخدم ومصممًا لتزويد المستخدمين بمحتوى ذي صلة ومرحب به في حساباتهم، وعلى الرغم من أن ميتا تعترف بأن الخوارزمية ليست مثالية (وربما لن تكون كذلك أبدًا)، فقد أظهر فيسبوك استعداده لتعديل عملياته لمنح المستخدمين ما يريدون.
وكان تحديد أولويات ما يهم المستخدمين أحد أكثر الأغراض اتساقًا في المنصة، وأصبح الهدف من خوارزمية فيسبوك هو إظهار القصص التي تهم المستخدمين، وفقًا لآدم موسيري، نائب رئيس إدارة موجز الأخبار في فيسبوك. وينعكس هذا الهدف عبر العديد من التحديثات والتعديلات التي تجريها المنصة على خوارزميتها، بدءًا من المزيد من التحكم في المستخدم وحتى زيادة التخصيص على الإعلانات.
كيف تتغلب على خوارزميات الفيسبوك؟
– حافظ على المنشورات ذات الصلة بجمهورك، ويجب أن تكون القصص مقنعة بدرجة كافية حتى يرغب المستخدم في مشاركتها مع العائلة والأصدقاء.
– إشراك القراء وتشجيع التفاعل إذ يعد التفاعل عاملًا حاسمًا في خوارزمية فيسبوك، لذا يجب تصميم كل المحتوى الخاص بك لتحقيق أقصى قدر من التفاعل.
– لا تستخدم أسلوب طلب الإعجاب أو المشاركة، وتجنب أن تطلب من الأشخاص «الرجاء التعليق والإعجاب والمشاركة»، ولكن يجب أن يلهمهم المحتوى الخاص بك للمشاركة دون الحاجة إلى السؤال.
– قم بإنشاء محتوى فيديو أصلي ومقنع، لكي يحقق محتوى الفيديو الخاص بك أفضل أداء في موجز المنصة، يوصي فيسبوك بأن يكون أصليًا، وأن يجذب انتباه الجمهور، ويثير المشاركة، ويلهم المستخدمين للبحث عن محتوى فيديو إضافي من نفس المصدر.
– إلهام الجماهير وإثارة المشاعر من خلال رواية القصص، مثلما يجب أن تكون مقاطع الفيديو أصلية وجذابة وتجذب الانتباه، كذلك يجب أن يكون أي محتوى تنشره على فيسبوك، لذا عليك فهم أنواع القصص التي تلقى صدى لدى جمهورك وقم بصياغة مشاركاتك لتحكي تلك القصص بطريقة مثيرة.