مع اقتراب العام الدراسي الجديد يستعد العديد من الطلاب وأولياء الأمور لتحضير الأدوات والكتب الدراسية – المدرسية أو الخارجية – وهو الأمر الذي يمثل عبئا على غير القادرين نظرا لعدم قدرتهم المالية على شرائها، فكان هذا دافعا للكثيرين لتقديم العون والمساعدة للمحتاجين من خلال التبرع أو التوفير بالكتب الدراسية الجديدة والمستعملة محاولة للمساعدة والتخفيف عنهم.
«محمد» يساعد الطلاب غير القادرين بـ«كتبه الدراسية القديمة»: كله لوجه الله
محمد سامي من أبناء القاهرة والطالب في الفرقة الأولى الجامعية، ساعد غيره بكتبه القديمة في المرحلة الثانوية بجميع فرقها للتخفيف عن الأهالي من غير القادرين، حيث أنه بعد انتهائه من المرحلة الثانوية ومع قرب دخوله الجامعة وجد أنه يمتلك مجموعة من الكتب الدراسية ومذكرات المراجعة ويرغب أن يستفيد بها غيره ولم يفكر في بيعها «عندما كنت في المرحلة الثانوية حصلت على الكتب الدراسية الخاصة بأخي وبعد نجاحي واجتيازي هذه المرحلة قررت التبرع بها للطلاب الجدد بالأخص للمحتاجين رغبة في الحصول على الثواب».
يضيف «محمد» خلال حديثه لـ «» أنه يحب دائما المشاركة في العمل الخيري ويقوم بهذا الأمر في نطاق مكان سكنه ومع أصدقائه وجيرانه وعندما يعلم بوجود أحد يحتاج لملابس أو يمر بضائقة مالية أو عليه دين يسعى لمساعدته دون تردد «رأيت منشورا كتبته إحدى الفتيات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن شرائها للكتب بأسعار خارج قدرتها المالية مما حفزني لكتابة منشور عن الكتب المتوفرة لدي واستعدادي لمساعدة من يحتاجها».
تلقى «محمد» العديد من الرسائل عبر حسابه على «فيس بوك» من الأهالي والطلاب الذين يرغبون في الحصول على كتبه وهو ما جعله يشعر بالسعادة لقدرته على مساعدة الغير وتخفيفه عن المحتاجين طمعا في إرضاء الله.
«سمر» تشارك كتب أولادها مع أبناء أصدقائها: «بفرح لما الكل يستفيد»
من جانبها، قالت سمر سليمان، ربة منزل وأم لأربعة أبناء، أنها اعتادت على التبرع كل عام بعد انتهاء الدراسة بكتب أبنائها للأقارب والأصدقاء ممن بحاجة إليها وغير قادرين على شرائها: «كل سنة أقوم بتجميع كتب أولادي منذ أن كانوا في المرحلة الابتدائية حتى الثانوية وأتبرع بها لأبناء أصدقائي وأقاربي كنوع من المساعدة والدعم والتخفيف عنهم».
واستكملت «سمر» حديثها لـ«» مضيفة أن التبرع بهذه الكتب يسعدها كثيرا ويشعرها بالراحة والرضا وأنها لم تفكر أبدا في بيع هذه الكتب مهما كان سعرها، لكن مساعدة الغير والتخفيف عنهم هي الثواب الأسمى الذي تسعى إليه.
مبادرة أهالي «بني عبيد» لمساعدة أبناء غير القادرين: «كتب جديدة مجانا»
وعلى صعيد المبادرات الجماعية، يقول محمود رمضان رئيس لجنة الجمعية الشرعية ببني عبيد في الدقهلية، أنهم قاموا بإطلاق مبادرة لتوفير الكتب المدرسية الجديدة مجانا للطلاب من أبناء الأسر غير القادرين خلال شهر أغسطس، واستطاعت المبادرة تجميع تبرعات عينية وصلت لحوالي 50 ألف جنيه ما ساعدهم على توفير الكتب الدراسية لعدد 66 طالبا وطالبة من أبناء 41 أسرة غير قادرة داخل مدينة بني عبيد والقرى الموجودة بها في المراحل الدراسية المختلفة من الابتدائية حتى الثانوية تعليم عام وأزهري.
وأضاف «محمود» أن المبادرة استمرت لمدة 3 أسابيع ووصل عدد الكتب والملخصات التي قاموا بتوزيعها 355 كتابا: «اعتمدنا في طريقة الحصول على الكتب من المكتبات وليس بأي طريقة أخرى وذلك لضمان توفير مصدر رزق لهم وعدم منافستهم مع الحصول على نسبة خصم منهم، وبذلك تكون المنفعة لجميع الأطراف، وكانت طرق التبرع متنوعة».