«أحمد» حول سطح منزله إلى مشتل
مبادرات عديدة أُطلقت في عام 2022، في مختلف المجالات منها «مصر الحلوة» لإظهار معالم «أم الدنيا» وجمالها، بهدف تنشيط السياحة، ومبادرة «اتحضر للأخضر» من أجل الحث على أهمية التغيرات المناخية، و«أخلاقنا الجميلة» التي أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، من أجل إبراز الأخلاق الإنسانية التي تتميز بها مجتمعاتنا.
وضمن مبادرة «اتحضر للأحضر»، أسس شاب عشريني يدعى عبدالله عبد العزيز، أول مدرسة لتعليم الأطفال زراعة النباتات مجانًا في الفيوم، سعيا لبناء جيل لديه خبرة كافية فيها.
يحب «عبدالله» الزراعة منذ طفولته، إذ كان يزرع مع والده مختلف النباتات فوق سطح المنزل الخاص بهما، ومع مرور الوقت فكر في تأسيس تلك المدرسة، وعلى الرغم من تخرجه في كلية التجارة، إلا أنه فضل أن يستمر في ممارسة هوايته، وأصبح لديه مشتلًا كبيرًا يزرع فيه الأنواع المختلفة من النباتات.
لاقت المدرسة إقبالًا شديدًا من الأهالي، إذ أخذوا أبناءهم كي يتعلموا زراعة النباتات، مثل الريحان والنعناع والطماطم.
أما في محافظة القاهرة، حول الشاب أحمد سلام، سطح منزله إلى مشتل صغير يزرع مختلف أنواع الخضروات وأزهار الزينة، ليعيش في أجواء صحية منذ 4 سنوات، وهناك أنواع مختلفة من أشجار الطماطم والكسبرة ونعناع وفلفل، بدأ بزراعتها على سطح منزله كمظهر جمالي وصحي في البداية، لأن حبه للزرع والأشجار المختلفة ما جعله يفكر في عمل هذا الأمر.
وشجع الشاب، الكثير من حوله، على زراعة الأسطح المنزلية الخاصة بهم وتحويلها إلى مشتل صغير، وأيضًا الاستفادة منه: «أنا دايمًا بشجع الناس لأن أجمل حاجة الأخضر حتى لو الصبار، وكمان بشجع الأطفال على الزرع عشان ده بينمي قدرتهم على تحمل المسؤولية بشكل كبير».
مبادرة «أخلاقنا الجميلة»
تحت مظلة مبادرة «أخلاقنا الجميلة»، كانت هناك العديد من الأعمال الخيرية والأخلاقية بادر بها بعض الأشخاص، منهم «محمد سعيد» طالب بالفرقة الرابعة بكلية الزراعة جامعة الأزهر، الذي أراد أن يقدم شيئا يخدم به جامعته، إذ استغل موهبته في الخط العربي برسم جداريات مختلفة على أسوار الجامعة.
لم يقتصر «محمد» على رسم جداريات الجامعة فقط، بل أيضًا ينظم ورش مختلفة لتعليم زملائه الخط العربي: «أنا بعمل ورش عملية كمان في الكلية بتاعتي عشان زملائي اللي حابب يتعلم منهم»، متمنيًا نشر فن الخطوط العربية التراثية في مصر.
وفي محافظة دمياط، صمم عادل فرج إعلانًا أمام مخبزه كان يحمل بعض الكلمات، قائلًا: «أخي العزيز إذا لم يكن لديك مالًا فلا تستحي، وتترك عائلتك بلا أكل، وخد ما تحتاجه لأبنائك من عندي، رزقي ورزقك على الله»، ليقبل العديد من الأشخاص غير القادرين من أهل المنطقة على أخذ ما يكفي أبنائهم من أنواع الخبز المختلفة، وسيطرت عليهم حالة من الفرحة والسعادة، إذ وفر أنواعًا مختلفة من الخبز منها الباتية والكعك والبقسماط.
أما هدير أحمد التي كانت تحتفل مع الأطفال بالهالوين مجانًا من خلال ارتداء ملابس تنكرية، وتقطيع الكيك وسماع الأغاني، داخل أحد المطاعم، لتدخل البهجة والسرور على قلوب الملائكة الصغار، قررت استغلال الأمر للاحتفال مع أطفال أقاربها والزبائن.
احتفلت «هدير» قبل موعد المناسبة بيوم، ومعايشة الطابع الأوروبي، وحجزت مكانًا صغيرًا داخل أحد المطاعم، وفقًا لها: «كلمت أصدقائي وزبايني، عشان أحتفل مع أطفالهم بعيد الهالوين، ورحبوا بالفكرة جدًا، وخلصت تجهيز الكيك في 3 أيام».
مبادرة «مصر الحلوة»
وفي عام 2022 أُطلقت أيضًا مبادرة «مصر الحلوة»، فهناك العديد من الشباب الذين أبرزوا جمال بلدنا والأماكن السياحية التي تتمتع بها، ومنهم أسماء محمد التي عبرت عن مدى حبها لبلدها، إذ صورت العديد من المعالم السياحية عبر عدسة كاميرتها، ومنها متحف جاير أندرسون بالقاهرة، وأيضًا مسجد أحمد ابن طولون وقرية جريس والريف المصري.
وأعجب الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي، بالأماكن التي وثقتها «أسماء» بعدسه هاتفها، الأمر الذي جعل الجميع يتساءل عن أماكن تلك المعالم السياحية.
وفي محافظة سوهاج، حول وائل سلطان، مدرسته التي يعمل فيها مديرًا، إلى إيقونة من الجمال، إذ أصر على تجهيزها بأحدث الأجهزة التي تعين التلاميذ على أداء الأنشطة المختلفة؛ موضحًا: «جبنا في المدرسة بروجكتور، وركبنا كاميرات مراقبة في كل مكان، وشاشات عرض، وأجهزة كمبيوتر، وجبنا مكتبة»، مؤكدًا أن الحفاظ على النجاح هو الهدف الأسمى الذي يسعى للوصول إليه.