البرد القارس يخترق الجدران، مياه الأمطار تجتاز الأسقف، الناس في بيوتهم يحتضنون أنفسهم من شدة الصقيع، الهواء يمر من فتحات الأبواب لأجسام المواطنين، واليوم، رسميًا يبدأ فصل الشتاء، الذي تزداد معه موجة البرد التي بدأت في مصر منذ عدة أيام.
قرية بسيطة بمدينة المحلة الكبرى في الغربية، تعاني بعض بيوتها القديمة من اختراق المطر للأسقف في الشتاء، بسبب مرور عشرات السنين على بناء تلك البيوت العتيقة، يعيش فيها شاب ثلاثيني يدعى يحيى عادل، قرر منذ عدة أيام تدشين مبادرة أطلق عليها «كلنا واحد»، دعمًا للبيوت التي تعاني من الأمطار، وشاركه 6 أشخاص آخرين في تغطية البيوت بـ «المشمعات»، التي تمنع اختراق المطر، ووصل عدد البيوت حتى الآن إلى 70 بيتًا.
صاحب المبادرة يروي التفاصيل
يروي «يحيى»، لـ «»، أن الفكرة نبعت من تذكره شعور البرد عندما كان صغيرًا، فهو عاش ببيت دون، والأسقف كان يحميها جلباب والده القديم، إذ يربطونه بين الجدران والآخر ليحميهم من البرد، مضيفًا: «هو كله لوجه الله، وكمان لأن وأنا صغير كنت عايش في بيت من غير باب، وكنا بنعلق جلبية أبويا في السقف على الحيطان عشان تحمينا من البرد».
المبادرة بدأت قبل 5 أيام
بدأت المبادرة منذ 5 أيام تقريبًا، وبجهود ذاتية من شباب القرية، قاموا بتعليق «المشمعات» وربطها بإحكام، من أجل منع هطول الأمطار للبيوت القديمة، كما أن عدد البيوت حتى الآن وصل إلى 70 بيتًا، والمبادرة مستمرة حتى حماية جميع أهالي القرية من المطر في فصل الشتاء: «بيوت القرية كلها هتكون محمية من البرد ومش هيدخلها مطر، وكل واحد فينا عطل شغله وساب كل حاجة عشان يشارك في المبادرة، وفي ناس بتدفع فلوس ومابتشاركش برضه».