| مبادرة لتثقيف الأطفال ومحاربة الإسفاف بأفلام الكارتون: يوم واحد كل شهر

جمهور الكارتون ليس فقط من الأطفال، إنما الكبار أيضًا، بما يحمله من متعة وإثارة وإبهار فرضتها التكنولوجيا الحديثة، ولم تقف مصر بمعزل عن سينما الرسوم المتحركة، إنما تنتج أفلاما تحمل مضامين هادفة وشيقة، وتقيم فعاليات مختلفة لنشر ذلك الفن وخلق أجيال جديدة عاشقة له.

«مختارات من الكارتون المصري» عرضها نادي سينما الكارتون في سينما الهناجر بدار الأوبرا مؤخرا، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، كفعالية تقام بشكل دوري، وفقاً لحديث الدكتورة عطية خيرى، إحدى مسئولي مبادرة نادي الكارتون المصري: «فى ظل غياب الإعلام عن دنيا الأطفال، نحاول فتح نافذة لتنشئة جيل جديد، وإنتاج أعمال بناءة توصل على الأقل للناس اللي اتعملت عشانهم، لأنهم بيتفرجوا في التليفزيون على إعلانات سيئة جدا، وموسيقى أسوأ، ودراما أغلبها لا تصلح لأطفال ولا كبار، فبنحاول مع وزارة الثقافة اللي بتدعمنا نعرض مختارات من الكارتون المصري للأطفال في ثالث سبت من كل شهر».

رغم تعدد المبادرات التي تهدف لتربية وتثقيف الأطفال، فإن التحول الجذري والسعي لعرض محتويات درامية سيئة اكتسح شاشة التليفزيون، حسبما حكت «عطية»: «الناس في مصر بيرددوا جملة واحدة مفيش كارتون في مصر، من غير ما يبذلوا جهد، ويدوروا على الفعاليات اللي بتنشر الكارتون، لازم كلنا ننشر عنها ونساعد بعض نخرجها للنور، عشان نربي أطفالنا، الفعالية دي بقالها 3 سنين وما زلنا مداومين عليها كل شهر، وبتمنى كل الأطفال تحضر وتشوف، لأن أقرب حاجة لترسيخ الثقافة في الطفل هي الفيديو، ليه نسيبهم فريسة لقنوات تبث مضامين سلبية، تاخد الطفل لسكك مظلمة».

موسيقى تراثية مصرية تتضمنها أفلام الكارتون، لمحاربة كل ما هو مبتذل وركيك، بحسب «عطية»: «نفسي نعلم أطفالنا سماع نوعية كويسة من الموسيقى، إحنا عندنا فنانين عظماء، والموسيقى اللي بنقدمها في الأعمال أغلبها للملحن عمار الشريعي، وبيغنيها على الحجار، وننتظر دعم أكبر من وسائل الإعلام، بتغطية النوعية دي من الفعاليات ونقلها للناس، للأسف إحنا أصبحنا في جزر منفصلة، أنا شغالة لوحدي وانت شغال لوحدك، وكلنا ما نعرفش بعض، التكاتف هيغير تغيير جذري في الوصول لهدفنا، وهو اللحاق بأطفالنا من الغرق في ثقافة لا تليق بمصر».

فيلم «سحلاوي» أنتجه التليفزيون المصري، وشارك في الفعالية بدار الأوبرا، ويحكي مصطفى الفرماوي، مخرج الفيلم، عن فكرته: «شخصية بتتجول في أرجاء مصر، عشان يعرف الطفل جغرافيا بلده، والحيوانات والطيور النادرة اللي عايشة في مصر وإفريقيا وما نعرفش عنها حاجة، إضافة إلى الجزء الترفيهي والدرامي اللي بنقول للطفل منه بعض المعلومات الأخلاقية والتربوية في المعاملات مع الآخرين».

فيلم الكارتون كان له صدى كبير وانتشار واسع، بحسب «الفرماوي»، ما دفعهم للتفكير في تطويره: «إحنا دلوقتي بصدد إننا نعمل كتب تفاعلية للطفل، ودي حاجة ما حصلتش في العربى، عن طريق أبلكيشن الطفل يفتحه، ويلاقي كتاب بيتحرك قدامه ويتفاعل ويلعب جيمز من خلاله، ودي تجربة رائدة».