| «مبيسبش الجامع».. صدمة أصدقاء «محمود» طالب الثانوية بعد تخلصه من حياته

27 ساعة من عمليات البحث المستمر في مياه ترعة البحر الصغير بالمنصورة، أسفرت عن انتشال جثمان طالب الثانوية الأزهرية محمود وليد غارقًا في المنطقة المارة من أمام مركز شرطة محلة دمنة، وعلى بعد مسافة كبيرة من مكان غرقه، ليخيم الحزن على أهالي قرية سلامون القماش إثر إقدام الطالب على القفز في الترعة بعد خلافات مع والده.

انتشال جثة الطالب محمود وليد

والطالب محمود وليد عبدالرازق أبو ياسين، يبلع من العمر 19 عامًا، يدرس في المرحلة الثانوية الأزهرية، وكانت أظهرت كاميرات المراقبة لحظة قفزه من أعلى كوبري قرية سلامون القماش التابعة لمركز المنصورة الساعة السادسة مساءً.

وكانت التحريات أشارت إلى خلافات نشبت بين المتوفى ووالده على إثرها، أقدم الشاب على الانتحار بالقفز فى مياه الترعة، وكتب رساله لأحد زملائه يبلغه إقدامه على إنهاء حياته.

ويقول عثمان الشحات، أحد أصدقاء الطالب محمود وليد، إنّ صديقه كان يتمتع بسيرة طيبة، خاصة وأنّه دائمًا ما يرافقه في المدرسة والدروس الخصوصية، إذ يقول لـ«»: «محمود كانت علاقته حلوة مع كل الناس، ومالوش دعوة بحد خالص وكان عارف ربنا وبيصلي ومبيسبش الجامع خالص والله وحافظ القرآن الكريم كله».

 

أما عبدالرحمن هاني انتظر صديقه على أمل أن يخرج حيًا بعد محاولات البحث عنه في مهمة شاقة مرت عليه ببطء شديد، إذ يحكي لـ«»: «كان عندي أمل كبير أوي أنّه يكون لسة عايش، وجعت قلبي يا محمود والله مفيش حد في البلد مكنش بيحبك والله، خناقتي أنا وأنت في الملعب واحنا بنضايق في بعض لما تكسبني أو أكسبك هتوحشني والله، طب أرجع يا أخويا ومش هزعل وأنت بترازي فيا».

يُشار إلى أن الانتحار وإيذاء النفس بوجه عام أمر تُحذر منه الديانات السماوية جمعاء، وسط التأكيد من جانب جموع وأساتذة طب الأسرة والطب النفسي وأخصائيّ تعديل سلوك النشء والأطباء النفسيين على ضرورة احتواء من يتبدل حاله ويدخل في نوبة اكتئاب، وذلك بالذهاب إلى طبيب أو الاستعانة بالمختص لعلاج حالة المكتئب أو المتبدل حاله.

ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، منشورا خاصًا عن الانتحار ومن يقدمون على إنهاء حياتهم ظنًا منهم بأنه الراحة الأبدية من مشاكلهم، قائلا إن طلب الرّاحة في الانتحار وهمّ، وترسيخ الإيمان، والحوار أهم أساليب العلاج، مشيرا إلى أن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من أَولى وأعلى مقاصده حتى أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي على حياته ويحفظها من الهلاك.