| متحف الذكاء الاصطناعي.. هل تؤثر تقنيات الـ«AI» على الفنانين التشكيليين؟

لم يعد هناك مجال خارج حسابات الذكاء الاصطناعي، فالمجالات كلها تخضع لتجربته، ليكشف كل يوم عن جديد في قطاع مختلف، بدءا من الصحة، مرورا بالتعليم وتغيير المناخ وغيرها، وصولا إلى لوحات فنية مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، فما حدث خلال الأسابيع الماضية بشأن افتتاح متحف للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، كشف عن تساؤلات عديدة تتعلق بمصير العنصر البشري في هذه صناعة الفن التشكيلي.

لوحات مرسومة بالذكاء الاصطناعي

متحف الذكاء الاصطناعي المتوقع افتتاحه العام المقبل من المقرر أن يتضمن لوحات مرسومة بالذكاء الاصطناعي، وبحسب المهندس ماركو ممدوح أستاذ هندسة الحاسبات والذكاء الاصطناعي، فإن المقصود باللوحات المرسومة بالذكاء الاصطناعي، هي الصور التي وُلِّدَت بالذكاء الاصطناعي مثلها مثل أي صورة نراها على مواقع التواصل الاجتماعي المولدة بالذكاء الاصطناعي، لكن توجد بعض الأدوات والطرق تجعل الذكاء الاصطناعي يصنع صورا كأنها مرسومة بزيتية أو ماء، ومنها تجد صورا ولوحات فنية تشبه وتتجاوز في بعض الأحيان الصور المرسومة يدويا.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير مفهوم الفن التقليدي؟

أستاذ هندسة الحاسبات، أجاب على سؤال هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير مفهوم الفن التقليدي؟ في تصريحات لـ«»، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي دخل في كثير من المجالات حتى الآن وسيتوسع في المزيد قريبا، والفكرة الأساسية وراء تغيير مفهوم الفن التقليدي هو الجانب الإبداعي وسرعة التنفيذ، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي رسم لوحة فنية في أقل من 30 ثانية على خوادم الذكاء الاصطناعي الحديثة، لذلك لا يوجد مقارنة بين الوقت المستغرق للذكاء الاصطناعي لرسم اللوحة والوقت المستغرق للإنسان لرسم نفس اللوحة الفنية، ولذلك يجب أن نتقبل التغيير ونتعايش معه ولا نرفضه، ونبدأ في التفكير كيف يمكن أن نستفيد أقصى استفادة من هذه الأدوات.

وأكد «ممدوح، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الفنانين لكنه لن يحل محل العنصر البشري: «الإنسان لحم ودم يقدر يتفاعل ويعبر عن مشاعره وأحاسيسه أثناء الرسم، بعكس الآلات الموجهة ترسم دون أي مشاعر وإبداع».

التقنيات المستخدمة في إنشاء اللوحات المرسومة بالذكاء الاصطناعي

أستاذ هندسة الحاسبات والذكاء الاصطناعي أشار إلى أن التقنيات المستخدمة في إنشاء اللوحات المرسومة بالذكاء الاصطناعي، هي نماذج الذكاء الاصطناعي التي تصنع الصور، وتُدَرَّب على عدد كبير من الصور يفوق المليار صورة في بعض الأحيان، وفي كل تطوير لهذه النماذج يُضَاف صور جديدة يتدرب عليها الذكاء الاصطناعي، لهذا وصلنا اليوم إلى أن إذا تم تهيئة الذكاء الاصطناعي لرسم لوحات وصور فنية، مع بقدرته على التوليد والإبداع، يمكنه صنع مثلها بنفس نمطها وتصميمها وشكلها لكن باختلاف المحتوى.

جودة اللوحات المرسومة بالذكاء الاصطناعي

«ممدوح» أوضح أن جودة اللوحات المرسومة بالذكاء الاصطناعي تعود إلى الصور التي يُدَرَّب الذكاء الاصطناعي عليها، فكلما كان عدد الصور أكبر كلما كانت جودة اللوحات أفضل، مشيرا إلى أنً نماذج توليد الصور بالذكاء الاصطناعي وصلت لأعلى جودة وأكبر عدد ممكن من الصور المدربة؛ ولهذا جودتها عالية جداً، ولا يزال التطوير مستمراً لإنشاء جودة أفضل.

قدرة الذكاء الاصطناعي على تغيير تجربة الفنون

في السياق ذاته، قال المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الذكاء الاصطناعي قادر على تغيير تجربة الفنون، ومحاكاة بعض اللوحات البشرية، وبناء نماذج ومخرجات فنية مختلفة عن البشر بشكل ما، ومن ثم فإن إنشاء متحف للذكاء الاصطناعي والفن الرقمي سينقل التجربة الفنية إلى أشكال مختلفة، فضلاً عن البعد الخيالي.

وتابع في تصريحات لـ«»، أن وجهة نظر الآلة تُصْنَع وفقا للبيانات التي تُدْخَل إليها، فقد أصبح للآلة وجهة نظر، ومخرجات تعبر عن علاقة البيانات والمعلومات ببعضها فيما يتعلق بالفنون، ورغم ذلك يجب ألا نطمس الإبداع البشري، بل يجب أن يتم الدمج بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي.