| متحف ويوم عالمي.. كيف تحولت البطاطس من غذاء للماشية إلى وجبة محببة؟

على الرغم من تنوع الأطعمة المختلفة التي تعدها ربات المنازل لأطفالهن، تظل البطاطس هي الأكلة المفضلة للجميع، فالصغار يفضلونها مقلية مع إضافة النكهات المتنوعة، بينما يحبها الكبار «صينية» مع اللحم أو الفراخ أو كوجبة مغذية في شوربة الخضار، وتتميز باحتوائها على الكربوهيدرات الصحية التي تجعلها الغذاء المناسب لمرضى الجهاز الهضمي كونها تساعد على تحسين الهضم، فضلا عن احتوائها على الألياف ومضادات للأكسدة وفيتامين سي، وبالرغم من كل تلك المميزات، إلا أنّ البطاطس كانت مكروهة وبشدة منذ نحو 400 عام، ولم يكن المزارعون يقبلون عليها لذا اعتبروها مجرد غذاء للماشية فقط.

سبب كره المزارعين للبطاطس

«غير صالحة للاستهلاك والزراعة، تسبب التسمم، تصيب بالجذام» شائعات عديدة أُطلقت على البطاطس منذ مئات السنين، إذ عُرفت في جبال الإنديز منذ أكثر من 400 سنة، وحينها كانت تعتبر صالحة للاستهلاك الحيواني فقط، وذلك لأنها لم تلق قبولًا بين الشعب الإسباني في ذلك الوقت، وبدأ الفلاحون في زراعتها على نطاق صغير واستمروا في النظر إليها كأنها شيء مكروه وكانوا يخافون من أكلها، وفق  «nytimes».

ومع الوقت، عُرفت البطاطس في إيطاليا وعدد من الدول الأوروبية عن طريق الغزو الإسباني، لكنها ظلت غير محبوبة بين الناس وزرعوها فقط كطعام للماشية، وأطلقت فرنسا قانونًا يمنع أكلها وأنها غير صالحة للزراعة والاستهلاك، حتى جاء طبيب برتبة ضابط كان قد كتب دراسة حول فوائد البطاطس، موضحًا أنها مهمة للإنسان ونظامه الغذائي، ليلغى بعد ذلك القانون الفرنسي في عام 1772.

بعد نحو 20 عامًا من إلغاء القانون الفرنسي، نالت البطاطس شهرة واسعة وشعبية كبيرة، وأصبحت عنصرًا أساسيًا في إنجلترا على الرغم من أنها بلد محبة للحوم، خاصةً في أثناء نقص الغذاء في الحروب والثورات، وفي الوقت الحالي تحولت لجزء أساسي من الوجبات الغذائية لسكان العالم، ومصدر رئيسي للطاقة عند الشعوب التي تعاني من الطقس البارد، مثل هولندا وآيرلندا.

متحف للبطاطس في موطنها الأصلي 

وبعد أنّ كان تعتبر بعض البلدان، البطاطس بلا قيمة غذائية وتسبب الأمراض، أصبحت الآن من أهم الأطعمة وأكثرها انتشارًا بسبب حب كثيرين لها، وفي موطن اكتشافها الأصلي بجبال الإنديز في أمريكا الجنوبية، جرى إنشاء متحف للبطاطس يعرف باسم «البروفية».

ويضم المتحف درنات البطاطس، وتم إنشاؤه ليتذكر الجميع الموطن الأصلي لها والمخاطر التي تواجهها مع تغيرات المناخ، لأنها محصول واحد ذو إمكانات كبيرة، وفقًا لـ «UNESCO World Heritage Centre»، ويُحتفل بها سنويا في 30 مايو، لأن 5 مليارات شخص يستهلكونها بصورة منتظمة يوميا بحسب «Food and Agriculture Organization».