«مشافوهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتحاسبوا» مثل شعبي ينطبق تماما على ما حدث في منطقة طرة، إذ وثق أحد السكان لحظات تقسيم متسولين حصيلة ما جمعاه من جيوب الأهالي بالنصب والتسول، واستخدام الحيل الخادعة لكسب تعاطف الآخرين.
افترش المتسولان الرصيف بأحد الشوارع الرئيسية في حي طرة، يتقاسمان «الغلة»، التي تحصلا عليها بالخدع والتسول، لاحظهما محمد الزيني، المقيم بالشارع بينما كان يشرب سيجارة في شرفة شقته، ويستعد للنزول إلى مكتبه، حسبما ذكر في حديثه مع «».
إيراد المتسولان بـ«الفكة والمجمد»
بعد نزول الساكن من شقته أمس الثلاثاء، إلى الشارع كان المتسولان انتهيا من عد «الفلوس المجمدة»، وبدأوا في «الفكة»، ليقرر «محمد» توثيق أكذوبة المتسولين بكاميرا هاتفه الشخصي، ويخترق جلستهما ليفضح أمرهما، ليكون رد فعلهما مفاجأة.
في البداية ظهر أحدهما والسيجارة في فمه ويعد النقود بيده، والآخر يضع عكازه بجانبه ويشارك زميله العد، وفور رؤيتهم لـ«محمد» بعد دخوله عليهم بكاميرا هاتفه، لم ينكر الشابين ما يفعلوه، ويبرروا بـ«آسفين ياباشا.. عايشين من خيركم سعادتك»، وكذلك أجابوا عن ملكية الأموال بـ«فلوسنا إحنا الاتنين».
حصيلة ساعتين من التسول
1180 جنيه حصيلة ما جمعه المتسولين في ساعتين من النصب والاحتيال على السكان والأهالي، بحسب ما اكتشفه «محمد» بعد تصويره لهم: «خليتهم يعدوا الفلوس قدامي بعد ما طلبوا مني أوقف تصوير»، وطلبوا منه عدم فضحهم بأي مقابل يريده: «قالولي اللي يرضيك.. رديت بمشوفكوش تاني في طرة».
فور دخول «محمد» على المتسولين رمى أحدهم سيجارة مخدرات كانت معه، مؤكدًا أنهما يتعاطان الممنوعات في حالة صحية سليمة، ولا يعانيان من أي إعاقات، ويحتالان على الآخرين: «قبل ما أصورهم كانوا بيعدوا الفلوس المجمدة وكانت أكتر بكتير»، مضيفًا أنهم اعتادوا التسول في تلك المنطقة خاصة في الأعياد.