بالقرب من أحد المساجد الموجودة بمنطقة رأس سدر بمحافظة شمال سيناء، يجلس رجل أربعيني على كرسي متحرك.. ملابسه متسخة، ذقنه طويلة، يستنجد عطف المارة ليعطوه بعض الجنيهات، مستغيثًا بهم، لمعالجته من الشلل كما يزعم، مصطحبًا بعض الأوراق التي تثبت أقواله.
على الجانب الآخر، كان أحمد إسماعيل، 24 عامًا، يبحث عن طريقة لمنح صدقة جارية على روح أبيه، فمر على الرجل الأربعيني، وحين رآه انفطر قلبه وشعر أنه يستحق الصدقة، ليقرر إعطائه مبلغًا شهريًا ومساعدته في الإنفاق على علاجه وأسرته.
حكاية شاب منح متسول راتبه ووقع في فخ النصب
ومع بداية كل شهر، يذهب الشاب العشريني إلى بيت المتسول من أجل إعطائه راتبه دون الدخول معه في أي تفاصيل، واستمر على هذ الأمر منذ يوليو الماضي لعام 2021.
منذ عدة أيام كان «أحمد» يسير رفقة أصدقائه، ووجد المتسول يمشي على قدميه بطريقة طبيعة، محاولاً المرور من الشارع، وحين اقترب منه ليتحدث معهم، وجده يتجه ناحيته قائلاً: «بارك لي.. أخدت علاج من أسبوعين والحمدلله خفيت».
أحمد: رفضت الإبلاغ عنه أو التعرض له بأذى
لم يعطي «أحمد» أي رد فعل سلبي تجاه المتسول، سوى أنه اطمئن على صحته، وأخذ برهة يفكر في حقيقة ادعائه، قبل أن يتأكد أنه وقع في حيله نصب لمدة 8 أشهر كاملة، كان يتصدق فيها على متسول يدعي الشلل.
يروي «أحمد»، لـ «»، أنه صدم حين رآه يمشي على قدميه، ولم يستطع الهجوم عليه أو مضايقته بأى أذى، لدرجة أنه ضحك من هول الموقف، متجهًا بعدها للبحث عن مكان آخر يمكنه التصدق فيه على روح والده، مضيفًا: «الحمدلله إن الصدقة بالنية لأن كل اللي كان يفرق معايا هو إن الثواب مايروحش، وماعرفتش أعمل أي حاجة لأن مش متخيل حد يعمل كده، وكل مرة كنت بروحله البيت ألاقيه قاعد على الكرسي، حتى قبل أما أشوفه بيمشي بأسبوعين كنت عنده في البيت».