التسليم والتوكل التام على الله من أجمل المشاعر التي يعيشها الإنسان وتحركه في حياته؛ إذ تجعله يفعل كل شيء ويسعى وراء رزقه في كل مكان باطمئنان وعزة دون ذل لأي إنسان، ولأن حالة التسليم الكامل هذه يمكن الوصول إليها بطريقة معينة، فيمكن الإشارة إلى توضيح متى يصل العبد لدرجة أن يقول للشيء كن فيكون وتنطبق عليه الآية القرآنية «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».
آيات قرآنية تشجع على التسليم
أوضح الدكتور محمد مهنا، أستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، خلال استضافته في برناج «الطريق إلى الله»، المذاع عبر قناة «الناس»، أن هناك آيات قرآنية تحتوي على تأكيد وقسم من شأنها مساعدة المسلم بل وتشجيعه على عيش حياته بتسليم تام وتوكل على الله، ومنها «إن في السماء رزقكم وما توعدون لحقّ»، و«فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ».
وأضاف «مهنا»، أن هذه الآيات القرآنية من شأنها تشجيع المؤمن على أن يعيش حياته بتسليم كامل لله، ويسعى خلف رزقه في أي مكان بمنهتى العزة والكرامة؛ تصديقًا وإيمانًا بأن رزقه في يد الله فقط، ولا يوجد إنسان يمكنه منع هذا الرزق إذا أراده له لله.
متى يصل العبد لدرجة أن يقول للشيء كن فيكون؟
ويمكن للعبد أن يصل في علاقته مع ربه إلى التسليم والإيمان الكامل وأن يصل إلى درجة أن يقول للشيء كن فيكون، وتنطبق عليه الآية القرآنية «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ» من خلال التدريب على التسليم والتوكل، من خلال أن يبدأ بالتوكل على الله في أبسط الأمور، ومن ثم الأكبر فالأكبر إلى أن يتوكل على الله في كل شيء.
«يبدأ أولًا أن يُدرك علم اليقين، ومن ثم يتعلم كيف يحول هذا العلم إلى حال في حياته العملية»، وفقًا لـ«مهنا»، وأن ذلك يتم من خلال التدريب والاستمرارية، وأن تلك الطريقة كانت تُسمى قديما بـ«التجريد»، ومن خلالها يبدأ المؤمن تعلُّم كيفية الأخذ بالأسباب شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى التسليم الكامل والإيمان أن كل ما يطلبه من الله سيفعله له، وذلك بعدما يتحول من علم اليقين إلى حال اليقين: «في هذه الحال ينطبق عليه قول: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».