في أحاديث غالبية الفنانين، ومهما اختلف نوع الفن الذي يقدمونه، يقرون دائمًا أن الميزة الأولى للفن، أنك تستطيع من خلاله أن تحول أي قبيح لجميل، وأن تنتج من خلاله أيضا وبإقل إمكانيات متوفرة ومهما كانت بسيطة، تحفا وإنتاجات فنية مبدعة، فالعبرة بالأساس في صانع هذا الفن ومقدار موهبته وقدراته.
وما يقدمه الأردني عمران المعايطة من فن، خير دليل على ذلك، فبورقة فقط استطاع أن يصنع الكثير من المجسمات الفنية الرائعة، مُستخدما موهبته وقدراته الكبيرة في فن الأوريجامي وتطويعه كيفما يشاء، ليخرج منه مجسمات يمكن وصفها بالتحف الفنية بكل أريحية، ودون أي مبالغات.
فنان أردني
عمران المعايطة، فنان أردني يملك موهبة كبيرة بفن الأوريجامي، حاصل على بكالوريس محاسبة، ويعمل بالأساس في تطوير المواقع الإلكترونية وإدارتها، ويكشف في حديثه مع «»، أنه تعرف على فن الأوريجامي بالصدفة البحتة قبل 12 عامًا، حين كان يشاهد إحدى حلقات مسلسل «Prison Break» الأمريكي المشهور، مضيفا: «فبدأت البحث عن هذا الفن، رغم إني لم أكن أعرف اسمه بالأساس، إلى أن وجدت تطبيقا على الهاتف يساعد في تعلم هذا الفن، وبدأت من حينها رحلتي معه».
أول نموذج
حين يحب الإنسان شخصًا ما أو أي شيئا حتى ولو كان جمادا، لا يمل من قضاء الساعات إلى جواره، ويبدو أن الفنان الأردني وقع في حب فن الأوريجامي من اللحظة الأولى، ولهذا كان يقضي من 6 إلى 7 ساعات يوميا، حتى يتعلم كل مهارات هذا الفن ويتقنه بالشكل الكافي، الذي يمكنه من إنتاج أول نموذج له، والذي كان عبارة عن طاووس، وفق ما يرويه «عمران».
قدر من الصعوبة
ولم يكن إنتاج مجسمات فنية رائعة من هذا الفن بالأمر السهل على صاحب الـ 38 عاما، بل تطلب التجربة لأكثر من مرة، حيث يؤكد أن الأمر كان يحمل قدرا من الصعوبة في البداية، ولم يوفق لأكثر من مرة في صناعة بعض المجسمات: «لكن هووسي بهذا الفن، جعلني أوصل تعلمه والتدرب عليه، حتى تمكنت من إتقانه بهذا الشكل، الذي يراه الجميع الآن».
مدرسة فنية غير ربحية
الفنان الحقيقي لا يحتكر فنه، بل يعمل دائما على تعليمه ونشره، ويبدو أن الفنان الأردني ينتمي إلى هذه النوعية من الفنانين، وهذا ما يتضح في تطوعه الدائم بالعديد من المؤسسات الثقافية الأردنية لتعليم أبناء بلاده مهارات هذا الفن، كاشفًا عن حلمه في نهاية حديثه مع «»، والمتمثل في إنشاء مدرسة للفنون غير ربحية، موضحًا أنه يعمل على ذلك من نبع إيمانه القوي برسالة الفن العظيمة وبدور الفن في الارتقاء بالمجتمعات المختلفة.