في مثل هذا اليوم في عام 1908 ولد مخرج الأفلام الملحمية الإنجليزي وحاصد جوائز الأوسكار العالمية ديفيد لين، والذي يعرف أنه من ضمن أبرع المخرجين الذين جاءوا في تاريخ صناعة السينما الإنجليزية، وأكثرهم دقة فنية، وهو أيضًا سبب رئيسي في وصول النجم المصري عمر الشريف إلى العالمية، وفي السطور التالية سنستعرض أهم الملامح في حياة السير لين حتى وفاته.
نشأته وبداياته
كان السير لين ابن لأبوين صارمين لم يدعماه في مسيرته الفنية للحد الذي يصل إلى أنه لم يشاهدا فيلمه الأول لاعتقادهم بأن الصور المتحركة تحمل شيئًا من الإثم، حتى تركهما في سن الـ17 عامًا، حتى عام 1928 حيث بدأ لين مسيرته الفنية كعامل مساعد في التصوير باستوديوهات «Gaumont British»، وظل يعمل حتى تمت ترقيته إلى وظيفة محرر فيديو وهو المنصب الذي أبدع فيه حتى أصبح محرر الفيديوهات الأشهر والأعلى ربحًا في السينما البريطانية، بل نظر إليه البعض بأنه كان الأفضل حتى نهاية مسيرته الفنية وذلك في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، ولم يكن تحرير الفيديو هي مهنة عادية بالنسبة للسير بل أنه اعتبرها الخطوة الأكثر إثارة في عملية صناعة الأفلام.
أهم أعماله
وبحلول عام 1942 بدأ تعاون لين مع الكاتب المسرحي المعروف بـ«نويل كورد»، وذلك عندما قاما بإخراج فيلم الدراما الحربي «In which we serve»، وكان نجاح هذا الفيلم بمثابة انطلاقة للين وكورد حيث ساعدهما على إنشاء شركة إنتاج مشتركة لهما، وتعد أولى تجارب لين المنفردة في الإخراج فيلم الدراما الإنجليزي «This is happy breed» الذي هو في الأساس مسرحية من ضمن مؤلفات نويل كورد.
كانت كلاسيكيات تشارلز ديكنز هي مصدر غني للسير لين ليستمر في إبداعه، فقد حظى فيلم الدراما الرومانسي «Great Expectations» الذي أخرجه عام 1946 نجاحًا وشهرة واسعة، فقد رُشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج وسيناريو وتصوير من قبل الكثير من صناع السينما أنذاك، كما شكل فيلم «Oliver Twist» عام 1948 علامة فارقة للسير وحصل على تقدير واسع، وسار السير على هذا النهج في الأربعينيات حتى أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، حتى عاد للتوهج والصدارة من جديد عام 1957 مع فيلم «The bridge on the river kwai»، الذي فاز بسبع جوائز أوسكار من ضمنها اختيار لين كأفضل مخرج، بالإضافة إلى اختيار الفيلم في مكتبة الكونجرس لسجل الأفلام ي، وهو تكريم وطني يمنح للأفلام ذات الأهمية الثقافية والتاريخية.
لورانس العرب
وفي عام 1962 تصدر السير لين وسائل الإعلام العالمية، بعد أن تم عرض فيلمه الأكثر شهرة في تاريخه «لورانس العرب»، الذي يتناول قصة 3 سنوات من حياة الباحث في الأثار الإنجليزي «توماس إدوارد لورانس» الضابط الإنجليزي الذي قاد ثورة ضد الألمان وقت الحرب العالمية الأولى والذي جسده الممثل «بيتر أوتول».
وكان الفيلم بوابة النجم المصري عمر الشريف إلى العالمية والذي جسد دور «الشريف علي» في الفيلم، والمفارقة في ذلك الفيلم أن لين كان يبحث عن ممثل عربي لتجسيد الدور ونصحه الكثير برشدي أباظة وفي حين أنه ذاهب ليشاهد فيلمه «في بيتنا رجل» والذي كان يعرض في السينما أن ذاك، اهتم كثيرًا بـ عمر الشريف واختاره للدور، إذ أكد في أكثر من لقاء تلفزيوني له أن السير لين كان متأكدًا من نجاح الفيلم، وبالفعل حصد «لورانس العرب» 5 جوائز أوسكار بجانب 4 جوائز جولدن جلوب، وعمل النجم عمر الشريف أيضًا تحت قيادة السير لين في فيلم الدراما الرومانسي «Doctor Zhivago» عام 1965.
آخر أعماله ووفاته
ويعد فيلم الدراما التاريخي «A passenger to India» هو آخر أعمال ديفيد لين الإخراجية، حيث تدور أحداث الفيلم في عشرينيات القرن الماضي خلال فترة الحكم البريطاني على الهند، ويذكر أن حصد الفيلم على أفضل 3 جوائز والتي من ضمنهم حصوله على أفضل فيلم من مؤسسة «New York film critics circle»، وفي 16 أبريل عام 1991 أعلن محامي المخرج ديفيد لين عن وفاته في منزله بلندن عن عمر يناهز الـ83 عامًا.