| «محمد» بعد 23 سنة في المبيعات يحول سيارته إلى كافيه: «زهقت من الشغل عند الناس»

سيارة أجرة صغيرة، تقف على أحد جنبات شارع جامعة الدول العربية بمنطقة المهندسين التابعة لمحافظة الجيزة، يجتمع حولها بعض المارة، الناظر إليهما من بعيد سيظن أنهم يحاولون صعود تلك السيارة لاستخدامها في الذهاب إلى واجهاتهم المختلفة، لكن حين تقترب إليهم وإلى السيارة ستدرك بأن التفاصيل عادة لا تظهر إلا عن قرب، بعد اكتشاف بأن السيارة ليست كما تبدو من بعيد، بل هي «كافيه متنقل»، مشروع صغير لإعداد المشروبات الساخنة، يملكه ويديره الشاب محمد رمضان، صاحب الـ 35 عاما، والحاصل على معهد فني تجاري.

أكثر من 23 عاما، قضاها «محمد» من حياته في العمل بمبيعات الملابس، قبل أن يقرر الاستماع إلى نصيحة أحد أصدقائه من سوريا ويبدأ التفكير في التأسيس لمشروعه الخاص مهما كان بسيطا أو صغيرا: «بصراحة كنت زهقت من الشغل عند الناس، بشتغل في بيع الملابس من وأنا طفل جنب الدراسة، وقولت كدا كفاية أوي»، ولهذا تحمس الشاب بشكل كبير لنصيحة صديقه وبدأ في مرحلة التفكير بالأمر بكل جدية، حتى وجد ضالته في فكرة إنشاء كافيه متنقل باستخدام سيارة الأجرة الصغيرة التي يمتلكها.

عمر مشروع «محمد» عامين

«محمد» الزوج والأب لطفلين، بعد أن استقر على فكرته، اصطحب السيارة التي يملكها إلى إحدى الورش المتخصصة وعمل على تجهيزها بعد شراء المعدات اللازمة وحولها إلى كافيه، ليبدأ رحلته مع مشروعه الصغير المستمر منذ عامين: «الحمد لله ربنا وفقني وشغال بقالي سنتين والدنيا تمام».

تأييد الأهل ودعم الناس

تأييد كامل من الأهل لمسه الشاب الذي يعيش بمنطقة إمبابة، حين أقدم على هذا المشروع، وهو أمر كان متوقعا بالنسبة له، لكن غير المتوقع كان الدعم الذي لمسه من الناس في الشوارع الذين حرصوا على تشجيعه وشراء المشروبات منه.

تجربة انتشرت بين الشباب

تجربة «محمد» مع هذا المشروع كانت عامل تشجيع لعدد ليس بالقليل من الشباب أقدموا على تنفيذ نفس الفكرة، بعد أن حاول أن يساعدهم الشاب وينقل خبرته الكاملة لهم: «بفرح لما الشباب يقولوا لي عايزين نعمل زيك، فبعرفهم وبنقل كل المعلومات اللي عارفها، والأماكن اللي يقدروا يشتروا منها المعدات بأسعار رخيصة».

حلم كبير

في بداية الأمر لم يكن يطمح والد الطفلين سوى في مشروع صغير، يدر عليه دخلا كافيا لحجم إنفاقات واحتياجات ابنيه، حتى يوفر لهما حياة كريمة وفرص تعليم أفضل، لكن مع نجاح مشروعه تطورت أحلامه وارتفع السقف الخاص بها: «بحلم أحول عربيتي لأكبر كافيه في مصر، وعندي أمل كبير إني هعرف أحقق حلمي».