أحمد محمد، فنى تكييفات، تعامل مع الكثير من الأسر ورأى كم تعانى أغلب هذه العائلات نتيجة ضيق ظروفهم المادية، ما دفعه إلى إعفاء غير القادرين، سواء كانوا عرساناً أو أُسراً عادية، من ثمن تصليح أو تركيب التكييف، محاولاً المساعدة ولو بشىء بسيط فى حدود مقدرته.
«إيه المانع أساعد أخويا لو هو مش فى إيده».. جملة بسيطة قالها «أحمد» بتلقائية وعفوية شديدة، موضحاً أنه يعمل فى مجال صيانة وتركيب التكييفات منذ 8 أعوام، وقرر قبل سنتين أن يقتطع جزءاً من رزقه لوجه الله ومساعدة المقبلين على الزواج، وتابع: «ناس كتير بيكون باين إنهم مش محتاجين، بس فعلاً ظروفهم صعبة، وباحاول أساعد باللى أقدر عليه»
«أحمد»: «عملى فى القاهرة والجيزة ببلاش.. وباقى المحافظات باخد أجرة المواصلات بس»
وأضاف الشاب العشرينى أن أجر تركيب التكييف يبدأ من ٥٠٠ جنيه، وأجر التصليح يتم تحديده بناءً على المشكلة الفنية، إلا أنه يعفى غير القادرين، خاصة المقبلين على الزواج للتخفيف عن كاهلهم، وأضاف: «لو عندى أى أدوات مستعملة وهاحتاجها فى الشغل باجيبها علشان مايتكلفوش تمنها ومستعد للذهاب إلى منازل المقبلين على الزواج من سكان محافظتى القاهرة والجيزة مع تحمل تكلفة المواصلات ولو أى محافظة تانى بروح من غير أجر ليا، لكن الشخص بيتحمل تكلفة المواصلات، لأنه مش فى مقدرتى أعمل كده».
ومن ضمن أعمال الخير التى يقدمها «أحمد»، ابن حى الهرم بالجيزة، أنه يُعفى المساجد والكنائس من أى تكلفة فى صيانة وتركيب التكييفات مهما بلغت، لأنها بيوت الله وأماكن عبادة ولا يصح أن يأخذ منها مالاً مهما قدم لها. ورغم أن هدف الخدمة التى يقدمها «أحمد» صاحب الـ24 عاماً، وجه الله من حيث مساعدة المحتاجين فقط وخدمة مجتمعه لتسهيل الزواج الذى صار صعباً وأحياناً حلماً مستحيلاً بالنسبة لكثير من الشباب، إلا أنه فى بعض الأحيان يتعرّض لحالات الاستغلال من قلة قليلة يحاولون الاستفادة من خدماته المجانية رغم عدم استحقاقهم، وقال: «باشوف بعينى وباسمع ظروف اللى قدامى علشان أشوف هل يستحق المساعدة ولّا لأ، وفى النهاية إحساس إنك تفيد أو تخدم حد ده حلو جداً، لو حد جربه عمره ما هيوقفه».