منزل خال من كل شيء سوى «حصيرة» على الأرض، ينام عليها رب الأسرة العاجز وزوجته وابنته الوحيدة الباقية له بعد وفاة ابنتيه الأخرتين، فلم يتبق لـ«محمد» أي شيء بعد أن باع كل ما يملك ليسد جوعه وينفق على أسرته الصغيرة ويعالج ابنته القعيدة.
«عايش على الأرض أنا وبنتي ومراتي من بعد ما عملت الحادثة».. مأساة محمد محمد موسى، زادت صعوبة كما يصفها لـ«» منذ عامين تقريبا، فقبلها كان البلاء أخف، يجري الرجل في كل اتجاه وصوب ويجمع ما يقدر عليه ليعالج ابنته ذات الـ6 سنوات من تلف النخاع الشوكي، فهو في الأصل «أسطى ميكانيكي»، لكن شاء القدر أن يزداد الطين بلة.
حادث شنيع يزيد الطين بلة
«محمد» تعرض لحادث شنيع جعله قعيدا لا يقوى على الحركة، صدمته سيارة نصف نقل وحولته إلى شخص عاجز «الجزء الشمال كله مش شغال، وعندي غضروف وعجز في إيدي وشلل في رجلي الشمال، لأن الحادثة عملت مشكلة في القناة العصبية».
إصابة «محمد» قضت على آمال أسرته بالكامل في أن يكملوا حياتهم، فهذا الرجل على مدار 16 عاما أنجب 3 بنات، أصيبوا جميعا بمرض تلف النخاع الشوكي، فقد 2 منهم وتبقت له الثالثة التي ظل يكافح ويسعى لينقذها، لكن الحادث قضى على أحلامه وأحلامها بلا إنذار.
أمل إنقاذ ابنة «محمد» يتلاشى
«محمد» كان الأمل الوحيد لإنقاذ نجلته، إذ كان مستعدا لمنحها جزء من حبله الشوكي، بدل التالف الذي يتواجد في جسمها، إلا أن الأمل راح هباء منثورا، فصار الأمل الوحيد الباقي هو حقنة ثمنها 3 ملايين دولار لا يملك منهم الرجل الأربعيني شيئا.
يعيش «محمد» وأسرته في المرج، على إعانات أهل الخير، ما يملكه أقل حتى من قوت يومه وأسرته الصغيرة، لا يطلب إلا ما يعينه على حمل عبء الحياة، قائلا: «نفسي حد بس يوفرلي مصدر رزق يناسب حالتي عشان أصرف منه على بنتي ومراتي، أو حد يساعدني أعمل عملية الغضروف الطلوبة عشان أقدر أشتغل».