| «محمد» حاول إنقاذ مصابين فأصبح قعيدا: دفع ثمن شهامته غاليا

عُرف بإخلاصه وتفانيه، فهو دؤوب في عمله، ويمارسه باحترافية شديدة، ويعد من أسرع المسعفين لإنقاذ مصابي الحوادث على الطرق أو المرضى بالمنازل، ورغم هذه المهارة لكنه لم يستطع إنقاذ نفسه، وأصبح قعيدا ويستخدم الكرسي المتحرك، وذلك بعد إصابته بشلل نصفي أثناء إسعافه لأحد المصابين تعرض لحادث سيارة قاسي.

محمد سعيد شوقي، 40 عاماً، من أبناء محافظة البحيرة، كان يعمل في هيئة الإسعاف وتعرض إلى حادث تصادم بسيارة أثناء قيامه بعمله منذ 8 سنوات، أدى إلى كسر في العمود الفقري وقطع في الحبل الشوكي وأصبح مستخدماً للكرسي المتحرك: «كنت قاعد على الطريق بسعف راجل ومراته وعياله الاتنين وعملوا حادثة جات عربية من ورايا ملاكي، وخبطتني أنا وفريق المسعفين، والحصيلة 3 وفيات و16 مصابا، وأنا خرجت منها قعيد لأني خدت الخبطة في ضهري لأنها عدت عليا».

يحكي «سعيد» أنه أصبح غير قادر على إسعاف الآخرين، وبالكاد يكفي مساعدة نفسه، خاصة أن زوجته من مستخدمي الكرسي المتحرك أيضاً، بينما تقوم ابنتيه «شهد وشاهندا» أعمار تتراوح بين 6 و12 عاماً برعايتهما: «هما اللي شايلني أنا وأمهم وبيساعدونا وبيعملوا كل حاجة في الشقة وأهو المعاش اللي باخده بيمشينا وأنا راضي بنصيبي ويكفيني فخر وشرف أني أصيبت وأنا شغالة وبسعف غيري وده معناه أن ربنا هيجزيني كل خير وهيبارك لي في ولادي».

يقول محمد سعيد، إن زوجته مصابة أيضاً بضمور في خلايا المخ، وهي من مستخدمين الكراسي المتحركة، وبدلاً من مساعدته لها وإعانتها في مرضها والقيام ببعض الأعمال المنزلية معها، أصبح قعيداً، ويقوم بخدمتهما بناتهما الاثنتين: «زرعت في بناتي الخدمة للأب والأم وكمان للقريب والغريب واللي زرعته حصدته فيهم والحمدلله أنا على كرسي متحرك بس بناتي الصغيرين قايمين بكل حاجة وأنا وأمهم مجرد مساعد لهم بس وحتى لما بيروحوا المدرسة ويرجعوا بنتلم كلنا وننضف الشقة ونعمل الأكل وناكل سوا».