«فيه شئ لله» هكذا يوصف محمد حسن صالح، أو كما يطلقون عليه «الشيخ»، نظرا لتطوعه لخدمة بيت الله، ولطيبة قلبه ونقائه، فهو من مواليد مركز دراو محافظة اسوان، عمره 38 سنة، متزوج ومعه طفلين الأول 5 سنوات والثاني 3 سنوات، كما أنه عائل لوالدته، أي أنه رجل لأسرة مكونة من 5 أفراد، ورغم تحديات الإعاقة إلا أنه يتحامل على ذاته وعلى ساقيه ليعمل بأعمال شاقة «بشيل طوب ورملة وبنضف مخازن وبشتغل أي حاجة في مجال المعمار عموما».
«محمد» ولد بإعاقة في ساقه، ورغم ذلك تحامل على نفسه ويعمل نهارا وليلا بحثا عن الرزق لتوفير قوته وقوت أسرته، ولكونه إنسان حر لم يطلب المساعدات المادية من أحد رغم ظروف معيشته القاسية وظروفه المادية المريرة.
دخله الثابت لا يزيد عن 450 جنيها
يقول ابن أسوان، «باخد 450 جنيه كل شهر من الشئون الاجتماعية تبع التأمينات»، مضيفا أنه طلب من الشيوخ الموظفين بالمسجد الذي يقوم فيه بأعمال النظافة، أن يساعدوه في الحصول على وظيفة في وزارة الأوقاف، لكن لم يقدموا له شيئا أو أية مساعدات في ذلك، موضحا أنه يعاني حاليا من آلام بالصدر وضيق بالتنفس أدت به لملازمة الفراش، قائلا «بحمد ربنا على كل حاجة بس عايز دكتور صدر يعالجني».
حلم التوظيف بالنسبة لمحمد
من جهة اخرى أعرب «محمد»، عن أمنيته ألا وهي حلم الوظيفة بكونه شخص من الأشخاص ذوي الإعاقة قائلا «أنا نفسي اتوظف.. أنا تعبان مبقتش قادر اشتغل»، مضيفا «أنا مش عايز أعمل العملية قد ما أنا عايز وظيفة آكل منها عيالي»، معربا عن أمانيه في دخل ثابت شهريا، خصوصا أن أولاده مقبلان على بداية رحلتهما التعليمية.
رحلة البحث عن علاج ساقيه والعملية
وأوضح أنه في الفترة الأخيرة أصبح كثير الشكوى من الآلام في ساقيه وركبتيه، فاضطر أن يذهب لطبيب متخصص في العظام والمفاصل لمتابعة حالته، فأبلغه أنه يحتاج لعملية تغيير مفصل، وأن تكلفتها تصل إلى 120 ألف جنيه، فقال «أنا راجل ظروفي المادية تعبانة.. أجيب منين؟» موضحا انه لا يملك المال ليشترى العلاج المذكور في الروشتة «اي روشتة دلوقتي اقل حاجة 200 جنيه».
ولفت إلى أنه ليس آلام مفاصل الساقين فقط ما يشكو منها، في الأونة الأخيرة، ولكن يصاحبه آلام صدرية وضيق بالتنفس وبسبب ظروفه المادية الضيقة لن يستطيع بالذهاب لطبيب صدر وجهاز تنفسي، لذلك قام بعمل فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لتقديم حالته.