| «محمد» رفض الزواج ويعول شقيقته المريضة بعد طلاقها: «ملناش مصدر دخل»

معاناة شديدة يعيشها الرجل الخمسيني محمد أحمد، ابن محافظة الجيزة، وشقيقته المسنة «سناء»، بدأت منذ أكثر من 20 عامًا بعدما تولى مسؤولية رعاية شقيقته المريضة بكهرباء زائدة على المخ بعد طلاقها، ومن ثم راحت معاناته تتضاعف بدءًا من العام الماضي بعدما فقد عمله في أحد الفنادق وأصبح بلا مصدر دخل يعول به نفسه وشقيقته، بل وتكاثرت عليهما الديون.

 

طلاق شقيقته وقدومها للعيش معه

بصوت مثقل بالهموم، بدأ «محمد»، صاحب الـ56 عامًا، ويسكن بأحد شوارع حي بولاق الدكرور محافظة الجيزة، يروي خلال حديثه لـ«»، عن معاناته وشقيقته المسنة، موضحًا أنه لم يتزوج وظل يعيش في شقة بمفرده بعد وفاة والديه، إلا أن شقيقته «سناء»، وهي مريضة بكهرباء زائدة على المخ، أتت للعيش معه منذ نحو 20 عامًا، بعد انفصالها عن زوجها، وأنهما منذ ذلك الوقت أصبح كلٌ منهما مسؤولًا عن الآخر ويرعاه.

لم تتوقف هموم ومعاناة الرجل الخمسيني عند حد طلاق شقيقته أو مرضها بكهرباء زائدة على المخ ودخولها في حالة تشنجات من وقت لآخر، بل أن كل ذلك راح يتضاعف عليه منذ العام الماضي بعدما فقد عمله بأحد فنادق الغردقة وأصبح بلا مصدر دخل: «شغلي كان بيدخلي حوالي 4500 جنيه في الشهر، دلوقتي بقالي سنة من غير مصدر دخل»، وأنه ليس له تأمين، فقط تحصل شقيقته، صاحبة الـ60 عامًا على معاش تكافل وكرامة بقيمة 450 جنيه شهريًا، تنفق منهما 120 جنيهًا على علاجها.

العيش في شقة متهالكة

«الديون تراكمت علينا من كل حتة وفعلا مبقتش عارف أعول نفسي ولا أختي».. قالها «محمد» بنبرة مكسورة وكأنه يعلن هزيمته أمام ثِقل الظروف، لافتًا إلى أنهما وصل بهما الحال للعيش في شقة بلا أي مقومات للحياة ولم تعد صالحة للعيش الآدمي: «عايشين في شقة إيجار قديم بـ25 جنيه لكن معندناش ولا بوتاجاز ولاغسالة ولا تلاجة»، وأن سباكة الشقة متهالكة تمامًا ولم يتمكن من إصلاحها، مشيرًا إلى أنه وبالرغم من ظروفه هذه، إلا أنه يحرص على رعاية قطتين في شقته المتواضعة يُقدم لهما مِما بين يديه من طعام وشراب؛ أملًا منه في كسب رحمة الله وفك كربه: «الرحمة حلوة وأنا بحاول أكسب رضا ربنا باللي أقدر عليه».