| «محمد» ضحى بحلم اللعب في الزمالك لتربية أخوته والحفاظ على ورشة أبيه

من منا لم يحلم في يوم من الأيام أن يصبح أحد نجوم عالم كرة القدم، وأن يحيا تلك الحياة المليئة بالشهرة وحب الجماهير، و«محمد» شاب صعيدي عاش نفس الحلم بكل بداياته، بعدما كان أحد أشبال نادي مغاغة، وتدرب فيه تحت قيادة الكابتن جمال عبدالحميد، الذي رشحه لخوض اختبارات نادي الزمالك، قبل أن يتخلى عن كل هذا من أجل أن يهتم بمهنة أبيه وورشته، ومن ثم يراعي أخوته، رغم أنه لم يكن وقتها سوى طفل لم ينهى حتى دراسته الإعدادية، وذلك بعدما سافر والده إلى السعودية بحثا عن عمل يستطيع من خلاله أن يوفر لأبنائه كل متطلباتهم، حسبما يحكي الشاب الصعيدي في حديثه مع «».

محمد حسن كمال، حاصل على دبلوم صنايع، ويعيش بقرية «آبا البلد» التابعة لمركز مغامة بمحافظة المنيا، ويبلغ من العمر حاليا 25 عاما، ويعمل بمهنة سمكرة السيارات منذ أن كان طفلا لا يتخطى عمره حاجز الـ 10 سنوات، حيث يقول الشاب الصعيدي: «كنت طفل بروح اشتغل في ورشة أبويا من صغري بعد المدرسة، ولما وصلت 2 اعدادي، أبويا سافر السعودية عشان يشتغل هناك، وقالي أنت لسه صغير على أنك تفتح الورشة بتاعتنا لوحدك، فهقفلها وخد بالك من أخواتك».

الشاب الصعيدي الأخ الأكبر لأشقائه

الشاب الصعيدي هو الشقيق الأكبر لأختين وأخ، وأمام هذا الوعد، كان عليه أن يتخلى عن حلم كرة القدم في سبيل رعاية أخوته، وهو ما قام به بالفعل ولكن بطريقته هو وليس كما كان يريد والده، حيث واصل عمله بسمكرة السيارات بنفس ورشة أبيه بعدما قرر عدم غلقها: «قولتله حاضر وماشي بس عملت اللي في دماغي، وسبت الورشة مفتوحة واتكلت على الله، والحمد لله مع الوقت الناس عرفتني واتشهرت والناس بقت واثقة في شغلي وبقيت باخد شغل تقيل وأنا لسه طالب في دبلوم صنايع».

لم يتوقع أحد نجاح الطفل في إدارة ورشة والده

ويشير «محمد»، إلى أنه لم يكن أحد يتوقع أن ينجح في إدارة هذه الورشة في هذا السن الصغير ويحافظ عليها مفتوحة، حتى عاد والده بعد رحلة كفاح طويلة في سفره، ومن حينها ويعملان سويا بنفس الورشة، التي نجح والده في إقامتها قبل عشرات السنوات، كاشفا في نهاية حديثه مع «»، أنه يحلم بأن يخوض تجربة السفر مثل والده أيضا، خلال الفترة القادمة، لتزداد قدراته وخبراته بمحال سمكرة السيارات ويصبح واحدا من أفضل ممتهنيها على مستوى مصر.