| «محمد» طالب في كلية تجارة وبائع عطور: «بعمل حاجة لمستقبلي»

رغم كونه من أسرة ميسورة الحال، إلا أنه رفض الاستسلام لفكرة أن يعتمد على والديه في كل شيء، ليقرر «محمد» العمل كبائع متجول في النهار يعرض بضاعته البسيطة على الزبائن، وفي الليل يجتهد لاستذكار دروسه كونه طالبًا في السنة الدراسية الثانية بكلية التجارة، مؤمنًا بأن لكل مجتهد نصيب وأنه يجب أن يعمل وينفق على نفسه كي يصبح قدر المسؤولية.

يدرس محمد إبراهيم في الفرقة الثانية بكلية تجارة جامعة الاسكندرية، ولكنه رفض أن ينتظر حتى تخرجه كي يجد الوظيفة المناسبة، ليفكر في مشروع صغير يكون بداية كونه شابًا يستطيع تحمل مسؤولية نفسه: «كنت عايز أعمل حاجة لنفسي، مش هينفع أعتمد على أهلي طول العمر».

فكر «محمد» في عمل خارج نطاق دراسته، يمكنه من فرصة بحث جديدة عن أحلامه الضائعة، لكن الأمر ليس بالسهل فمعرفة ما يريده يحتاج الي التخطيط الجيد وهو الأمر الذي يفتقر إليه بسبب حداثة سنه: «أنا طالب، كل اللي أعرفه إني أحفظ المواد الدراسية، لكن التنفيذ طلع حاجة تانية خالص»، بحسب حديثه لـ«».

«محمد» طالب في كلية تجارة وبائع

وجد الشاب نفسه في حيرة بين التركيز على دراسته وخلق مكانة لنفسه في سوق العمل بأي طريقة، فما كان منه إلا أن يسلك طريق البيع في أحد شوارع الاسكندرية، رافعًا شعار الدراسة ليست مقتصرة على الشهادة بلي هي أسلوب حياة:: «ببيع فوط وفواحات ومعطرات ومستلزمات للعربية، ولو في حاجة مش موجودة معايا وعليها طلب من الزباين، بجبها علطول، وبستخدم اللي بتعلمه في الكلية إني أسوق لبضاعتي».

لم يكن التوفيق بين الدراسة والعمل على القدر المطلوب، فثمة شيء يطغى على الآخر، إذ يعمل الشاب الإسكندراني طوال العام في البيع، والتنقل من مكان لآخر لكسب الكثير من الزبائن، ويذهب إلى جامعته لقضاء الامتحانات حتى يتمكن من النجاح والذهاب إلى الفرقة التالية: «أنا مقصر في حضور المحاضرات شوية، بس بذاكر على طول الحمد لله وبجيب تقديرات كويسة».

«محمد»: بحلم إن يبقى عندي محل 

يحلم الشاب الجامعي بامتلاك محلاً خاصًا به لبيع كماليات السيارات: «مش سهل إني أحقق اللي أنا عايزه، بس إن شاء الله هوصل».