ملابس بسيطة ممتلئة بالبقاع المتسخة، هيئة غير مهندمة معبرة عن سنوات من التعب والتجول بالشوارع، تلاحظها كافة الأعين بالوهلة الأولى على شاب بمقتبل عمره، لكن سرعان ما تتبدل حينما يصدر صوته المميز يغني لأساطير الغناء، في الوقت الذي يتصدر الساحة عددا من أغاني المهرجانات ذات الكلمات غير المفهومة والغريبة.
حكاية «محمد» مع التشرد
محمد، الشاب الذي ترك بيته قبل 7 سنوات بمحافظة الشرقية بناء على رغبة والده؛ ليجد نفسه يفترش الأرصفة دون غطاء أو عائلة تسأل عنه، تسليته الوحيدة هي موهبته البسيطة في الغناء، مستعينا بكلمات أحمد عدوية وأم كلثوم ونجاة خاصة الأغاني الحزينة، معبرا خلال بث مباشر عبر صفحة «»: «بحب الأغاني الحزينة ونفسي أغني قدام الناس، لأن عندي حاجات كتير، وأنا مش قليل».
وحمل البث الذي تابعه آلالاف المشاهدون عبر «»، عنوان: «حكاية مطرب مشرد في الشارع من 7 سنين وبيحلم بالشهرة.. مش كله زي يوسف سوستة»، متحدثا خلاله عن معاناته مع التواجد بالشارع خلال فترات البرد القارس مما يدفعه للنوم بالقرب من مترو الأنفاق للشعور درجات الحرارة العالية، متحفظا على ذكر اسم والده.
«محمد» هو الابن الوحيد لوالده الذي طلب منه ترك منزله بمنطقة أبو كبير، بحسب قوله، لافتا إلى حلمه في العيش حياة تليق بشبابه بعدما ضل طريقه، وأصبح يطلب العون من أي شخص خاصة وجبات الطعام.
«صعب عليا نفسي من ساعة ما نزلت الشارع».. كلمات رددها الشاب الذي يتواجد حاليا بمؤسسة معا لإنقاذ إنسان، تعبيرًا عن ما يشعر به مؤخرًا مما جعله يوافق على التواجد بالمكان الذي يأوي مئات المشردين.
تأهيل نفسي واجتماعي
وخلال البث المباشر، قالت شيماء وحيد، أحد القائمين بمؤسسة «معا لإنقاذ إنسان»، إنهم سيعملون مع «محمد» في أكثر من اتجاه بداية من المظهر الخارجي وتأهيله نفسيا واجتماعيا بعد الخضوع لعدد من التحاليل اللازمة، حتى يستطيع الاندماج مع نزلاء الدار.