فاجعة غير متوقعة حلت بالمغرب الشقيق، ترك أثر وقعها الأليم حزنا يخيم على قلوب العالم، فالمنازل المهدومة، الأثاث والثياب المتناثر في كل مكان، والآمال التي ابتلعتها الأنقاض دفعة واحدة، نتيجة الزلزال المفاجئ الذي أصاب أهل المغرب الشقيق، جميعها كانت مشاهد مؤثرة وقاسية انتفض لها جسد الشاب المغربي محمد حيلي، ليقرر على أثرها أن يبادر بأي مساعدة متاحة أمامه، فلم يجد سوى سيارة النقل الذي يكتسب منها رزقًا يكفيه وعائلته، لكنه ضحى بالدخل الذي يأخذه من مصدر رزقه الوحيد، من أجل مساعدة أشقاء وطنه.
«محمد» مغربي يسخِّر سيارة عمله لمساعدة متضرري الزلزال
يقف بسيارته التي يخصصها لنقل البضاعات والأثاث من منطقة لآخرى، ولكنه حوَّلها مؤخرًا منذ وقوع حادث الزلزال إلى مبادرة مجانية متاحة للجميع، ينتظر مكالمة هاتفية من أي محافظة أو منطقة تقرب أو تبعد عنه، فلا تهمه المسافة بقدر الثواب والمساعدة التي سيرسلها لأشقائه في تلك المحنة التي وُضعوا بها إذ يروي لـ«»: «منتظر أي شخص يبعتلي إني أنقل التبرعات للأماكن المنكوبة والتي تأثرت بشكل كبير بسبب الزلزال، ثم أوصلها للأشخاص الأكثر احتياجا لها، ولحد الآن أنا بنقل في مكان إقامتي بالمغرب بإقليم تازة، ولكن إذا طلبوني في أي مكان آخر لن أتأخر».
لم يفكر بأي شيء لحظة سماع استغاثة أهله من الأماكن المنكوبة، ورغم أنه يقيم بعيدًا عن أحداث الزلزال، إلا أنه خصص سيارته لتكون عونا للمتطوعين الذين يبادرون بجمع المعونات والتبرعات لمتضرري الحادث الأليم، إذ بادر الكثير من المغاربة في توفير الأثاث، الأطعمة، والملابس للأطفال والكبار، ومنهم من تبرع بقوت يومه، كما انتشرت بعض الفيديوهات عبر منصات السوشيال ميديا، أن امرأة مغربية مسنة قررت أن تتخلى عن خاتم زواجها كنوع من الدعم المادي والمعنوي للأسر التي سقطت منازلها والعائلات التي فقدت عددًا كبيًرا من أفرادها بحسب ما ذكر «حيلي» في حواره لـ«»: «المدينة التي أسكنها بعيدة عن بؤرة الزلزال، وحبيت أساعد إخواتي من خلال إني أنقل المعونات التي يتبرع بها الناس لمكان تجميع المعونات وننقلها في الشاحنة إلى الأماكن المنكوبة».
مبادرة «محمد» تلاقي إعجابًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي
بدأ تطوعه فور وقوع الزلزال، وكانت مبادرته لها صدى كبير على مستوى محافظات المغرب، كما نشر «محمد» عبر حسابه الشخصي على فيسبوك مقطعا مصورا له، يذكر فيه عن مبادرته تاركًا رقم هاتفه ليراسله أي شخص يحتاج إليه، كما لاقي تفاعلاً إيجابيًا من الأصدقاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، شجَّعته على الاستمرار رغم صعوبة ظروفه الاقتصادية: «أسبق والواجب إنه يكون هو الأول وقبل أي شيء، فرغم صعوبة الأحوال الاقتصادية الراهنة إلا أن أهل وطني لهم الحق علي، وربنا أكيد هيعوضني وكان ردة فعل الناس الإيجابية كافية بالنسبة لي لأكون راضي، وأتمنى أن يرحم الله شهداء المغرب ويطيب جروح عائلاتهم».