| «محمد» من العمل بصالون الحلاقة لبيع ألعاب الأطفال: «ربنا فتحها عليا»

على رصيف أحد شوارع حي الدقي بمحافظة الجيزة، يقف الرجل الخمسيني محمد عبدالحليم بملابسه المهندمة ووجهه الطيب الهادئ، ممسكًا ببعض ألعاب الأطفال منتظرًا مَن يشتريها بين المارة، وهو ما لجأ له بعد تدهور عمله السابق في محل كوافير رجالي، بسبب جائحة فيروس كورونا.

تدهور عمله بسبب كورونا

بشياكة ولباقة في الحديث لا تتناسبا مع الشارع، بدأ «محمد»، صاحب الـ55 عامًا، يروي في حديثه لـ«»، أنه قبل عدة سنوات كان يعمل في كوافير رجالي، وله صيت كبير وسط منافسيه، إلا أنه ومع بداية تفشي جائحة كورونا، بدأ عمله يتدهور تدريجيًا وبالتالي عجز عن دفع رواتب العاملين معه، أو إيجار المحل الشهري والبالغ 5 آلاف جنيهًا: «كنت راجل شاطر وبروفيشنال في شغلي وكان معايا ستاف من 5 أفراد لكن لقيت الحال وقع ومش قادر أوفي التزاماتي».

بدأ الرجل الخمسيني في بيع بعضًا من أجهزة وأدوات المحل الخاصة به كي يتمكن من إعاله أسرته المكونة من زوجة و4 أبناء، حتى فتح له الله مصدر رزق جديد ليتحول معه من «كوافيرجي رجالي»، إلى بائع ألعاب على رصيف: «كنت واقف في البلكونة وبصيت للعب أولادي الصغيرين وحسيت كأن ربنا بيرشدني أنها تكون مصدر رزقي»، لذا شكر الله تعالى على إرشاده له وأنفق الـ300 جنيهًا الأخيرة معه في شراء كمية من الألعاب لبيعها متحمسًا وواثقًا في كرم الله.

تدبير حياة أسرته من بيع الألعاب

«ربنا بيبارك في رزقي ودايمًا بيرتبهالي».. قالها بائع الألعاب وهو يرسم ابتسامة جميلة راضية على وجهه، وأنه يعود آخر كل يوم لزوجته وأبنائه يقدم لهم ما زرقه الله به: «بركن كل يوم 35 جنيه علشان إيجار الشقة لأني بدفع 1000 غير فواتير الخدمات التانية، واللي بيفضل بديه لعيالي يصرفوا منه»، وفي الوقت نفسه إلى جانب بيع الألعاب، قد يمارس عمله كـ حلاق بناءً على طلب بعض زبائنه القدامى الذين يذهب لهم خصيصًا في منازلهم.

رغم المفارقة الكبيرة التي عانى منها الرجل الخمسيني ابن محافظة الجيزة في عمله، إلا أنه محاطًا بحالة شديدة من الرضا ولا يهتم سوى بأن يجني رزقه بالحلال: «الحمد لله أني مبمدش إيدي لحد، دي عندي بالدنيا كلها»، لذا لا يتمنى شيئًا سوى الستر ورضا الله: «وأنا نازل عيالي بيقولولي ربنا يفرجها عليك يا بابا، وفعلًا ربنا بيرزقني برزقهم».