توفي والدهما بحادث سير وهما بعمر الـ5 و3 سنوات، حينها لم تستطع طفولة «محمد وحسن مالك» استيعاب الأمر، فظلا يبحثان عن والدهما بكل الأماكن وكل زوايا المنزل، يرفضان جلوس أحد على كرسيه أو يأكل بطبقه أو يشرب بكوبه المفضل، يتشبثان بيد والدتهما خوفًا أن تتركهما وتصعد روحها الى السماء دون أن يصعدا معها، بل أنهما كان يصليان ويتضرعان إلى الله قاطعين على أنفسهما وعدا بعدم ارتكاب خطأ أو معصية حبا في والدهما، ومن منطلق الحب سعيا نحو تحقيق أحلامهما.
الشقيقان تجاوزا الحزن بالرياضة
مضى الوقت وتصاعدت وتيرة سلوكياتهما الحزينة الغاضبة على وفاة والدهما، فقررت «رحاب» والدتهما أن تشغل طفليها برياضة السباحة حتى تساعدهما على تجاوز حزنهما ببقائهما أكثر وقت ممكن خارج المنزل: «بدأت أدربهم سباحة كانوا صغيرين خالص كان محمد بيبي كلاس وحسن كان كي جي»، بتدريبات السباحة ووسط أطفال كثيرة بالمسبح لاحظت رحاب بفطرة الأم أن طفليها موهبين بالسباحة ولديهما قدرة كبيرة على تعلم قواعد اللعبة سريعًا وسط دهشة المدرب، على الرغم من عدم ملاحظته لأمر موهبتهم.
بطولات وميداليات
وتروي رحاب في حديثها لـ«»، أنها سعت لإلحاق «محمد وحسن» فريق النجوم للمشاركة بالبطولات وحصلا على 3 نجوم باختبار واحد من لجنة الاتحاد، لتبدأ رحلتهما بالنجاح وجنى المراكز المتقدمة والميداليات الذهبية والفضية ببطولات الصعيد، حيث تجاوزا حزنهما على والديهما.
تحدي الصعوبات
وعن الصعوبات التي تواجههما في السباحة، قالت «رحاب» أن ضعف الإمكانيات بلعبة السباحة بالصعيد وقفت حائلا دون تطوير مستوى «محمد وحسن» سريعًا، إذ أن الفروق بالبطولات بينهما وبين الأبطال الآخرين كانت عبارة عن ثواني، وهو ما يتطلب التدريب المكثف وهو ما يحصل عليه نجليها نتيجة وقف التدريبات بحمام السباحة من شهر أكتوبر وحتى نهاية الشتاء ووقف التدريبات على تدريبات اللياقة فقط خلال الشتاء، إضافة الى تحملها نفقات البطولات والسفر والإقامة: «بتحدى كل الصعاب علشان أعدي بأولادي ويبقوا أبطال عالميين».